الخميس، 28 أغسطس 2014

الإسلام والعقلانية -4- .




المسلم العقلاني اتجاه معتقده .

  طبعا بعد الانتهاء من الشق الأول و توضيحنا كيف أن المسلم يمكن أن يكون عقلانيا اتجاه مجتمعه بدون أي عراقيل ، ننتقل لسؤالنا التالي الخاص بالمعتقد وهو ( هل يمكن للمسلم أن يكون عقلانيا اتجاه معتقده ؟ ) والذي نراه في الحقيقة السؤال الأكثر تعقيدا ، لأنه وعلى المستوى السياسي كما في الشق الأول فيكفي للمسلم ذاتية الإيمان لمنع الآخرين من محاسبته على معتقداته ، فهو حر بموجب حرية العقيدة التي تضمنها القيم الديمقراطية بحرية الاعتقاد ، لكن على المستوى الفكري فهذا غير وارد للمسلم لأنه هنا يفقد تلك الحصانة ، ومنه فالمسلم معرض للكثير من النقد و السؤال على كل جزئية يقولها وهو ما يجعله في حرج ؛ الأمر الثاني  أن الإشكالية هنا ( وهذا حول الإسلام نفسه في هذه المرة وليس المسلم ) أن الإسلام يحمل الكثير من النظريات و الفرضيات ، وطبعا كم مثل هذا مع ما فيه من أطروحات لابد أن يكون فيه بعض مواطن الضعف ( فكما يقال من كثر كلامه كثر خطأه ) ومنه فمسالة عقلنه كل تلك الادعاءات بلا شك ستكون صعبة ، بل نحن نقول أنها مستحيلة وهو ما يعني أن الجواب على سؤالنا هو "لا" ، فلا يمكن حقيقة للمسلم أن يكون عقلانيا اتجاه معتقده لعدة اعتبارات منها على الأقل مثلا أن الإسلام دين ميتافيزيقي (يعني يخلط المادي الفيزيقي ، بالغيبي ميثولوجي ) و بالنسبة للأديان من هذا النوع فجميعها لا يمكن أن تكون عقلانية  وعليه فلا يمكن القول أن الإيمان الديني يمكن أن يكون عقلانيا ، بل دعنا نقول أن المسلمين أنفسهم اعترفوا بهذا لما قالوا ( من تمنطق تزندق) فالحقيقة هي أن هذه العبارة هي إقرار من المسلمين بأن الإسلام دين غير عقلاني من حيث الاعتقاد ، و أنه لا يمكن تخيل إثباته ، لكن عموما يمكن القول أن هذا الرأي لا يقبله جميع المسلمين فهناك بعض المسلمين من يرفضون ،و هؤلاء ويصرون خلافا للآخرين ( أي جماعة من تمنطق تزندق ) أن الإسلام دين عقلاني ، وانه يمكن البرهنة عليه ، وحسبهم في هذا أنهم وان كانوا لا يملكون دلائل محسوسة على الغيب الذي يدّعون ، لكنهم يملكون إشارات تدل على صدق  تلك الإخبار الغيبية ( أي بمعنى أنهم يملكون شواهد دالة على مزاعمهم ) ويمكن تلخيص شواهد هؤلاء عموم في القران ، حيث ترى هذه الفئة أن القران بالإعجاز الذي فيه هو دليل على أن النبي محمد لم يدعي ما ادعاه من فراغ بل أن تلك الأمور  هي أمور حقيقة لأنها من الله الذي لا يأتيه الباطل من أمامه من خلفه  .

يتبع .


هناك تعليق واحد:

  1. الأخ الكريم :

    سلسلة مقالاتك المتميزة عن العقلانية و الاسلام مهمة جدا جدا ، خصوصا في ظل الأوضاع الراهنة المتردية ، مثل الطبيب الماهر لم تكتف بتشخيص الداء لا بل رحت تجتهد في تقديم الدواء لعلاجه ، بتقديمك للحلول المناسبة وكذا الأجوبة على الاشكاليات المحيرة و التساؤلات الملحة التي قد ترد في أذهان المسلمين اليوم ، عموما أنا أتطلع بشىوق بالغ الى المزيد من المقالات و المتميزة و شكرا جزيلا على كل الجهود المبذولة من أجل التوعية والتنوير

    تحياتي

    ردحذف