الخميس، 28 أغسطس 2014

الإسلام والعقلانية -4- .




المسلم العقلاني اتجاه معتقده .

  طبعا بعد الانتهاء من الشق الأول و توضيحنا كيف أن المسلم يمكن أن يكون عقلانيا اتجاه مجتمعه بدون أي عراقيل ، ننتقل لسؤالنا التالي الخاص بالمعتقد وهو ( هل يمكن للمسلم أن يكون عقلانيا اتجاه معتقده ؟ ) والذي نراه في الحقيقة السؤال الأكثر تعقيدا ، لأنه وعلى المستوى السياسي كما في الشق الأول فيكفي للمسلم ذاتية الإيمان لمنع الآخرين من محاسبته على معتقداته ، فهو حر بموجب حرية العقيدة التي تضمنها القيم الديمقراطية بحرية الاعتقاد ، لكن على المستوى الفكري فهذا غير وارد للمسلم لأنه هنا يفقد تلك الحصانة ، ومنه فالمسلم معرض للكثير من النقد و السؤال على كل جزئية يقولها وهو ما يجعله في حرج ؛ الأمر الثاني  أن الإشكالية هنا ( وهذا حول الإسلام نفسه في هذه المرة وليس المسلم ) أن الإسلام يحمل الكثير من النظريات و الفرضيات ، وطبعا كم مثل هذا مع ما فيه من أطروحات لابد أن يكون فيه بعض مواطن الضعف ( فكما يقال من كثر كلامه كثر خطأه ) ومنه فمسالة عقلنه كل تلك الادعاءات بلا شك ستكون صعبة ، بل نحن نقول أنها مستحيلة وهو ما يعني أن الجواب على سؤالنا هو "لا" ، فلا يمكن حقيقة للمسلم أن يكون عقلانيا اتجاه معتقده لعدة اعتبارات منها على الأقل مثلا أن الإسلام دين ميتافيزيقي (يعني يخلط المادي الفيزيقي ، بالغيبي ميثولوجي ) و بالنسبة للأديان من هذا النوع فجميعها لا يمكن أن تكون عقلانية  وعليه فلا يمكن القول أن الإيمان الديني يمكن أن يكون عقلانيا ، بل دعنا نقول أن المسلمين أنفسهم اعترفوا بهذا لما قالوا ( من تمنطق تزندق) فالحقيقة هي أن هذه العبارة هي إقرار من المسلمين بأن الإسلام دين غير عقلاني من حيث الاعتقاد ، و أنه لا يمكن تخيل إثباته ، لكن عموما يمكن القول أن هذا الرأي لا يقبله جميع المسلمين فهناك بعض المسلمين من يرفضون ،و هؤلاء ويصرون خلافا للآخرين ( أي جماعة من تمنطق تزندق ) أن الإسلام دين عقلاني ، وانه يمكن البرهنة عليه ، وحسبهم في هذا أنهم وان كانوا لا يملكون دلائل محسوسة على الغيب الذي يدّعون ، لكنهم يملكون إشارات تدل على صدق  تلك الإخبار الغيبية ( أي بمعنى أنهم يملكون شواهد دالة على مزاعمهم ) ويمكن تلخيص شواهد هؤلاء عموم في القران ، حيث ترى هذه الفئة أن القران بالإعجاز الذي فيه هو دليل على أن النبي محمد لم يدعي ما ادعاه من فراغ بل أن تلك الأمور  هي أمور حقيقة لأنها من الله الذي لا يأتيه الباطل من أمامه من خلفه  .

يتبع .


الأربعاء، 27 أغسطس 2014

الإسلام والعقلانية -3- .




 بلا شك وبعد هذا الجواب الذي قدمناه يبقى هناك سؤال أخير  (وهذا من الجهة الغير مسلمة ) وهو : هل يمكن للطقوس الإسلامية و التعاليم الدينية الشخصية أن تندمج في المجتمع في إطار عقلاني ، فعلى سبيل المثال هل يمكن للطقس كعيد الأضحى أن يندمج في مجتمع يراعي حقوق الحيوان  ، أو  في عرف كالتعدد أن يندمج مع مجتمع عقلاني يؤمن بالمساواة ؟.. و بالنسبة لردنا على هذا السؤال فأعتقد أن الجواب موجود في الشرح السابق ، وهو أننا مادمنا وصلنا بالمسلم للإيمان العقلاني اتجاه مجتمعه ، فبلا شك نحن حصلنا على تفسير عقلاني لمسالة الطقوس الإسلامية ، والتي يجب التنبيه أن الإشكالي منها قد تلاشى ، و(هو مسالة تطبيق الحدود وخلافه ) أما الهامشي منها فهو الباقي (مثل التعدد و الختان الخ ) وشخصيا أعتقد و بالنسبة لهذه الأمور أنه يمكن ببساطة التعامل معها ، فالإسلام وكما نعلم وحين يحلل شيء  فهو لا يعني فرضه بالضرورة ، وعليه فقضية كقضية الزوجات هي مسألة اختيارية ، ومنه فإلغاءها أو إبقاءها لا يعني شيء للمسلم ، أما بخصوص الذبح ، وخلافه فيمكنه أن يكون بالطريقة الإنسانية بالصعق ، ويبقى هذا المسلم على التزامه الديني  ؛ بل و لنذهب لشيء اكبر ، وهو : هل سيبقى النبي قدوة للمسلم العقلاني وهو الأمر الذي نعلم أنه غالبا ما يؤدي إلى الحرج للمسلم على غرار مسالة زواج النبي من طفلة (نقصد السيدة عائشة ) ؟ و الجواب على  هذا  هو "لا "، فليس المسلم ملزما بالاقتداء بالنبي في كل شؤونه ، فالرسول يقول على نفسه"و ما كنت إلا بشر رسول "، وهو ما يعني انه من الناحية الموضوعية فالنبي ليس هو الجوهر في الإسلام  بل الله هو الجوهر ،  ومن الإقتداء به ليس فرضا دينيا ؛، الأمر الثاني أننا وحال اعتبارنا أن الفترة المدنية فترة خاصة في حياة النبي كما شرحنا آنفا ، فالمسلم سيؤمن بالضرورة بتاريخية التعاليم الدينية ، فوفق هذا المنظور ستصبح كل التعاليم و الأوامر الإلهية التي تجاوزها الزمن هي تعاليم ساقطة بداهة ، لأنها وحال فرضت فرضت لواقع غير هذه الواقع ، وعليه فالمسلم وحال عدم الالتزام بها لا يأثم ، ومن هنا فنحن نحصل على مسلم عقلاني بكل ما تعني الكلمة من معنى اتجاه مجتمع ، مع حفاظ الإنسان على دينه ، فالمسلم له أن يصلي وان يزكي ، و أن يحج ، وان يتعايش مع الناس وكل هذا بحرية و انسجام ، فهو كمواطن عقلاني فهو لا يذهب للصراع مع الآخرين لفرض معتقداته ، بل هو يكتفي بها لنفسه في إطار القانون ، وهذا ما على المجتمع من واجب على المسلم  ، وهنا وجب التنويه أيضا أنه من الناحية الموضوعية فحتى لو امن المسلم بخرافات المحضة ، لكنه حافظة عليها كاعتقاد ذاتي فهو سيبقى على عقلانيته ، فالحرية الدينية وكما نعلم تكفل له حرية العقيدة في أطار احترام القانون ، و طبعا و مادام المسلم لا يخالف القانون  ولا يؤذي الأخير، فليس لأحد  أن يتهجم عليه  أو يدينه بسبب معتقده ،  وعليه فهنا لا تهم خرافة المعتقدات أو عبثيتها بالنسبة لقضية العقلانية بالنسبة للمجتمع ، فمادام الإنسان محافظا على ذاتية الاعتقاد فقد حصن نفسه من أي نقد يطاله ، وهذا نرى أن أي مسلم يسير على هذا المنهج ، هو مسلم عقلاني ليس لأحد أي يعترض عليه.

يتبع .


الثلاثاء، 26 أغسطس 2014

الإسلام والعقلانية -2- .



 حول المسلم العقلاني اتجاه مجتمعه ؟ .

  شخصيا أرى أن الجواب على هذا السؤال هو نعم بالمطلق ، فنعم يمكن للمسلم أن يكون عقلانيا اتجاه مجتمعه ، و اعتقد أن هذا الأمر أسهل بكثير من العقلانية اتجاه المعتقد (وسنفصل في هذا لاحقا) ، فما يحتاجه المسلم ليكون عقلانيا اتجاه مجتمعه هو أمر بسيط ، حيث يكفي أن ينظر المسلم للتعاليم الإسلامية الخاصة بعلاقة المسلم بالمجتمع "بعقلانية" ليؤسس لعلاقة متوازنة تربطه بالمجتمع ، والمسلم إذا قرئ تعاليم الدين الإسلامي بعقلية عقلانية فبنظرنا هذا سيؤدي لا محالة إلى أن يتحول إلى مسلم عقلاني ، وحل هذا الأمر فيمكن حصر كل مشاكل علاقة المسلم بمجتمعه في أية "لا إكراه في الدين" وطريقة فهمها ، فنحن وإذا لاحظنا طبيعة ما يخلق الالتزام الديني اللاعقلاني في الإسلام ، فهو بالذات الفهم المعاكس لهذا الآية ، حيث مثلا ما يؤدي للإرهاب اليوم ، أو إلى القمع الديني بإسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و الشمولية الدينية باسم تطبيق الشريعة إلخ ، فكلها نابعة من التناقض مع هذه الآية ، فالشمولية الدينية الإسلامية مثلا  لم تنشئ إلا لأنها ألغت تفعيل هذه الآية ، فمن جهة الدين يقول وبصراحة انه لا أكراه في الدين ، وان الدين شان شخصي ، وهو كل ما يحتاجه المجتمع من الفرد   ( اي أن يفهم حدود حريته الدينية ، فأنت حر في اعتقادك مادام خاص بك ) لكن الأصولية الدينية تلغي هذه الأية وتصر على تحويل المسلم إلى عدو لمجتمعه بسعيه لفرض تصوره الشخصي عليه ، وعليه فالمشكلة مع اللاعقلانية الدينية في الإسلام  يمكن حصرها كلها في طبيعة فهم هذه الآية ، فإذا ألتزم بها المسلم صار عقلانيا ، وإذا عارضها أصبح العكس ، و كما نرى فلا شيء في الحقيقة يمنع المسلم من هذا  ، فالدين يضع إطار مقبول لهذا الأمر ، لكن الإشكال هو في تصور محدد ينفي هذا الأمر ، وهو التصور الأصولي تحديدا ، فمثلا هنا تعترض الأصولية (و أيضا الطرف الأخر  ) وتقول "وكيف يمكن أن يتحقق الإيمان الديني الصحيح ، إذا كان باسم هذه الآية نعطل كل الآيات الأخرى ، على غرار أية السيف التي تقول  (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ) أو أية الحاكمية التي تقول (وما الحكم إلا الله ) افليس هذا نقضا للدين باسم التأويل  حين نقدم أي على أخرى ؟  .

و بالنسبة لهذا الطرح فأعتقد أن الجواب بسيط جدا وهو: ومن قال  أن تلك الآيات تحكم على أية لا أكراه في الدين بالنفي ، فلِما مثلا لا تكون آية لا أكراه في الدين ، (وهي الأكثر وضوحا ) هي من يجب أن تنطبق ، (وهنا طبعا وجب علينا الانتباه لأمر مهم ، وهو انه وفي القراءة العقلانية للتاريخ الإسلامي ، أننا نجد أن مفهوم الحرية الدينية من قبيل "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " هو الأصل ، فالدعوة المحمدية وعلى مدار بناءها كانت تنظر للحرية الدينية ، لكن الاختلاف حدث فقط في الفترة المدنية مع دخول النبي في الصراعات السياسية حيث من تلك الفترة تحول الخطاب الديني نحو الإقصاء ، وعليه وعلى المستوى الديني فالأصل أن الحرية الدينية هي الأصل ، إما الإجبار فهو حالة استثنائية ألمت بالنبي  بسبب تغير ظروف الدعوة ) وعليه فإذا كان هناك من أية للسيف مثلا ، فهي أية مفهومة في إطار حالات الطوارئ ، فإذا مثلا حصلت حرب بين وطن المسلم ودولة أخرى ، فبلا شك هو سواء بالقران ، او بميثاق الأمم المتحدة مباح له الدفاع عن نفسه ، لكن بالنسبة للوضع الطبيعي ، فالأمر ليس بالفرض ، ومنه طبعا فالآية بالفهم الثاني ، في العموم هي الأصح .

لكن عموما ، وعلى فرض رد احد انه ولما لا تكون الآية اللاحقة هي الناسخة ، فالآية اللاحقة اشمل من الأولى لأنها خلفتها ، وهذا كلام صحيح ، لكن يبقى أنها مجرد وجهة نظر ، وعليه فالمسلم هنا بين أن يختار إحدى الخيارين ، أن يؤمن بأنه لا إكراه في الدين ، وان المسلم  ملتزم بذاته فقط ، أو يؤمن بأن الدين للفرض ، وعموما كل مسلم هو حر ، فما يهمنا ليس ما يجب على المسلم أن يؤمن ، بل ما يهمنا هو  انه هناك مجال للمسلم أن يكون عقلانيا اتجاه مجتمعه ، فما دام المسلم يمكنه وبأية لا إكراه في الدين أن يندمج في المجتمع بعقلانية فهذا كافي  ، أما الآخرون فهم أحرار في ما يؤمنون به ، لان الإيمان في النهاية له عواقب ، فمن يكون فردا مفيدا في مجتمعه يرتقى ، و من يكون غير مخربا يقاسي .

 يتبع .


الاثنين، 25 أغسطس 2014

الإسلام والعقلانية -1-.



 ككاتب لطالما دافع عن الحريات وسيادة العلم و العقلانية في الخطاب الديني ، دائما ما كان يوجه لي سؤال "هل بكتابتك هذه أنت تتخيل انه يمكن أن يكون هناك إسلام عقلاني ، وأنه يمكن أن يتجاور الإيماني الديني مع العقلانية ؟" و هذا السؤال وللغرابة كان يطرح علي من ناحيتين متناقضتين ، الأولى من مسلمين أصوليين يقولون انه لا يمكن أن يكون المسلم عقلانيا لأن من أعتمد على عقله ضل ، و أن الأصل إتباع النصوص ؛ و الثانية من غير مسلمين يقولون أن العقلانية تتنافى بالضرورة مع الإيمان الإسلامي و الديني عموما لكون الدين يفرض الإيمان بأشياء لا يمكن إثباتها علميا ، وهو ما يجعله بالضرورة اعتقادا لاعقلانيا .. و الحقيقة أنه و بالنسبة لهذا السؤال من الجانبين ، فأعتقد أن يمكن الجواب عليه بجواب مبدئي هو " نعم" .. نعم المسلم يمكن أن يكون عقلانيا فلا يوجد فرض صريح وكما نعلم من الإسلام يدعوا لنبذ العقل ، لكن طبعا وجب قبل هذا التنويه أن هذا الجواب الذي نقدمه يحتاج إلى تفصيل ليكون مفهوما ، فالإسلام وكما نرى ليس كيان واحد موحد لكي يعتبر عقلاني كله ، أو لا يعتبر ، لكن الإسلام  هو شقان  (نظري وعملي ) وعليه ومن أجل جواب كلي على سؤال "هل يمكن أن يوجد هناك إيمان إسلامي عقلاني؟" فسوف نفصل بين أمرين ، الأول حول المسلم العقلاني من ناحية مجتمعه ، و الثاني حول المسلم العقلاني اتجاه معتقده ، وهذا لكون هناك فارقا وكما سنوضح بين المسلم و تصوره الإيماني الذاتي الخاص ، وبين المسلم وتصوره الموضوعي العام  .



يتبع .

الجمعة، 22 أغسطس 2014

العقل الخرافي و العقل العلمي -3-.



درس في العقلانية - كيف تنجوا من الإحتيال- .

تكلمت في المقال السابق عن الفروق بين العقول الخرافية و العقول العلمية ، وشرحت كيف أن أصحاب العقول الخرافية غالبا ما يقعون ضحايا للاحتيال بسبب هذا الأمر ، لهذا وفي هذا المقال سنحاول شرح طرق الاحتيال التي يقوم بهذا المشعوذون ، وسنوضح كيف يمكن للإنسان اكتشافها للإفلات منها .


إن جميع طرق الاحتيال ومهما تنوعت أو تعقدت إلا أنه يمكن جمعها جميعا في قاعدة واحدة وهي "أن المحتال يهبك دائما الوهم ، ويأخذ منك دائما الحقيقة ، بحيث انك في النهاية وحين تكتشف خدعته فستجد  نفسك و قد أمسكت الوهم ، بينما المحتال قد اخذ الملموس و فر مبتعدا ، لهذا فلكي تكتشف الخدع التي يمكن أن تتعرض لها ، فالوسيلة دائما هي بالتركيز على ما يحاول الآخر بيعك أو منحك أو إغراءك به و الملاحظة : هل هذا الذي يمنحني إياه وهم أم حقيقة ؟ فإذا كان مجرد وهم  فهذا دجال بلا شك مهما ما كان ما يدعيه ، وإذا كان حقيقة فهذا بلا شك هو رجل صادق  لك أن تتعامل معه ".


إن الدجال إنسان محتال لهذا توقع دائما أنه لن يهبك أي شيء فأنت الضحية ، وعليه فأنت ولتنجوا فعليك الانتباه لما يقدم لك من عروض ولنعطي مثال على الأمر كشركات توظيف الأموال مثلا ؛ كما نعلم جميعا فشركات توظيف الأموال هي شركات تطلب من الزبائن تقديم مبلغ مالي ما ، مقابل أنها تعدهم بفائدة كبيرة من ذلك الاستثمار ؛ الآن لو انتبهنا لهذا الأمر من الناحية العملية فهل هذه الشركات قدمت عرضا معقولا يمكن للإنسان الثقة فيه ؟ الجواب هو  لا  طبعا .. فهذه الشركات لم تقدم في الحقيقة أي شيء لأصحاب الودائع ، فهي في أقصى الأحوال منحتهم وعدا بالربح ، والوعد بالربح هو مجرد كلام (أي وهم ) في المقابل فهي أخذت الحقيقة (الأموال ) ، و  من هنا فيمكن  لهذه الشركة أن تنصب على هؤلاء الناس متى ما أرادت ، حيث في أي لحظة يمكن لأصحابها الفرار بالمال ( و هنا حتى بالنسبة للأوراق التي قد يكون وقعها المتعاملون لرد أموالهم كضمان ، فهي في الحقيقة مجرد أوراق لن تلزما فارا من العدالة بأي شيء ) وهذا بالذات ما حصل مع من تعاملوا مع شركات توظيف الأموال ، فالواقع أن ما يجعل اغلب من تعاقدوا معها ضحايا هو أنه واضح أن تلك الشركات هي شركات نصب و احتيال ، حيث هي تبيع الناس الوهم و تأخذ هي الحقيقة ، وبالنسبة لهذا المثال فهو متكرر بكثرة ، و الناس للأسف تضع ضحايا له دائما ، فمثلا المشعوذون الذين يدعون القيام بسحر يغير قوانين الطبيعية (جعلك غنيا أو جعل فتاة أو فتى يحبك الخ) فهؤلاء هنا يفعلون نفس ما تفعل الشركة حيث يمسك الدجال الحقيقة (المبلغ المالي) ويهبك أنت الوهم ( طلسم من الحبر العادي على ورق  أو شيء غير محدد ) وكما نرى فمرة  أخرى تكرر خدعة شراء الوهم بالحقيقة  وتخسر أنت مالك بكل سهولة .


مثال أخر أيضا على حالات الاحتيال هذه  (لكن في درجة أكثر خطورة )هي كما يجري مع الجهاديين و الانتحاريين مثلا ، فالدجال بالنسبة للانتحاري هدفه ليس نيل المال ، بل نيل ما هو أهم (روح الانتحاري) لهذا فلما يحاول أن يحتال عليه فهو لا يقدم للانتحاري إغراءا بسيطا كالمال أو غيره ، فالمال لا يقارن بقيمة الروح ، لكنه يقدم له وهما أكثر إغراءا وهو  الحياة و المتعة الأبدية ( الخلود - الحور العين - قصور و جبال من ذهب.. ) وبهذا الوهم يسلب الدجال الانتحاري روحه ، حيث اليوم وكما نرى أغلب الانتحاريين يذهبون للموت طمعا في هذا الوهم  الذي منحه لهم الدجال ، حيث يموتون في الحروب و يعذبون ويقاسون أقسى الويلات في سبيل هذا الوهم (الحور العين – الجنة الخ ) أما الدجال فهو يستفيد بدون أن يخسر شيئا فالوهم الذي منحه للإنتحاريين هو مجرد وهم ، ويمكن للدجال حشو رأس الانتحاري بما يريد من أحلام خرافية ، وفي النهاية الانتحاري لن يعود ليحاسب الدجال .  

و من هنا وكما نرى فالاحتيال مهما تنوع أو تعقد فهذا لا يهم لأن الأساس هو في القاعدة البسيطة ، وهي بيعك الوهم مقابل اخذ الحقيقة منك ، لهذا ولاكتشاف الخداع يجب دائما أن ندقق " هل ما يمنحننا إياه أي مدعي هو وهم أم حقيقة ؟"، فلو كان حقيقة ( أي وعد واقعي وعقلاني ويمكن تصديق حدوثه ) فهذا الرجل نزيه ، لكن إذا وجدت الادعاء مجرد كلام هلامي عن أشياء سحرية لا يمكن تخيلها (كنوز - أرباح خيالية -  قصور من ذهب وفضة الخ ) فهذا بلا شك كذب في كذب.

 شكرا .


الأربعاء، 20 أغسطس 2014

العقل الخرافي و العقل العلمي -2- .




بعد التوضيح حول الفروق بين طبيعة العقل الخرافي و العقل العلمي في الجزء الأول و تشرحنا للقصور الذي يعانيه العقل الخرافي ، نكمل هنا التوضيح حول حقيقة العقلانية في حياة الإنسان (العقلانية بمعنى التفكير بطريقة علمية كما وضحنا) فالحقيقة أنه ورغم إشادتنا بمنهج التفكير العلمي في المقال السابق ، إلا أن هذا لا يعني أن الإنسان في حياته سيكون دائما علميا ، أو دائما خرافيا ، فالواقع أن الإنسان يتذبذب بين الخرافة والعقلانية في حياته ؛ و ما يحكم هذا الأمر هو ظروف مؤثر قد تطغى على العقل ، فعلى سبيل المثال تمثل العاطفة أحد أبرز العوامل لتعطيل العقل العلمي ففي كثير من الأحيان قد نكون علميين في تفكيرنا ، لكن العاطفة كثيرا ما تؤثر علينا لاتخاذ قرار عكس ما يمليه المنطق ، ومنه ننزلق للخرافة من باب العواطف ، أيضا من الأمور التي تؤثر على تفكيرنا العقلاني هو الخوف ، ففي أحيانا كثير يمكن للإنسان أن يكون عقلانيا في خياراته ، لكن لو وقع تحت طائلة التهديد فهو سيكون ميال إلى إلغاء  العقل و الانصياع للخرافة بسبب هذا ، وربما أبرز مثال على الأمر هو قضية السحر و الشعوذة الخ ، فالسحر والشعوذة في الواقع كلها أمور خرافية لا استمرارها سوى الخوف داخل الإنسان ، فالكثير من الناس ورغم إدراكهم لخرافية السحر و العين و الشعوذة ، لكن حالة الخوف الكامنة دخل الإنسان من المجهول ، تدفعهم لا إراديا نحو الإيمان بتلك الأمور و محاولة اتقاء شرها ، وهذا طبعا كله لان الخوف يشل التفكير المنطقي عندهم ، ويمكن القول حول الخوف أنه احد أكثر الأمور التي لطالما استغلت لتعطيل الملكة العقلية للإنسان ، حيث مثلا نجد في التاريخ أن المشعوذين و الكهنة لطالما استغلوا هذا الأمر لاستغفال الناس ، حيث يقوم هؤلاء بإرعاب الناس من خطر سيطالهم كوباء أو ككارثة طبيعية إذا هم لم يخضعوا لهم ، وطبعا ومع قدرة الإنسان على التفكير المنطقي تلقائيا إلا أن الخوف هنا و الخطر كثير ما يعطل هذه الملكة ، وعليه فنحن نرى في كثير من الأحيان دكاترة وأطباء و أناس على أعلى مستوى تعلمي خاضعين لمشعوذين ودجالين ، وكله بسبب الخوف  .

الأمر الأخر الذي يعطل ملكة العقل أيضا هو الأمل ، ففي كثير من الأحيان قد يكون لدى الإنسان قناعة بواقع ما و تقبل له (أن يكون مريض مرض لا يمكن علاجه مثلا ) لكن حالة الأمل داخله تدفعه نحو البحث العبثي عن علاج ، ومنه نرى في كثير من الأحيان أناس يقعون ضحايا للرقاة و المشعوذين رغم عقلانيتهم ، فمع علم الكثير من الناس أن الشعوذة و الرقية مجرد خرافات ، إلا انه و بدافع الأمل في الحياة يقع  هؤلاء ضحية  التفكير الخرافي حيث يأملون الشفاء من العدم .

ومنه وكما نرى فلا يوجد عقلانية مطلقة آو خرافية مطلقة  ، بل هناك تذبذب بين الأمرين ، و الإنسان الأكثر اتزانا هو الذي يكون مدركا لهذا الأمر في حياته ، فالواقع أن بعض الآمل و بعض العواطف ليست مشكلة حتى مع خرافيتها ، بل هي ضرورة لكي يعيش الإنسان في هذا العالم الجاف و القاسي ، لكن المهم بالنسبة للإنسان دائما هو أن يدرك أن ما يفعله هو مجرد خرافة ، وان لا يسمح لحالات التصديق هذه بها أن تدفعه لفعل شيء مؤذي ، ففي النهاية يجب أن يكون الإنسان عقلانيا لأن العقل هو ما يجعله بشرا    .

شكرا .

 

الثلاثاء، 12 أغسطس 2014

العقل الخرافي و العقل العلمي -1- .



بالنسبة لجميع العقول الموجودة في العالم التي يمكن تخيلها  (عقول فلاسفة  ، عقول علماء ، عقول بقالين وماسحي أحذية .. الخ ) جميع هذه العقول يمكن القول أنها تنقسم إلى قسمين لا ثالث لهما ،  ( العقل العلمي والعقل الخرافي ) ، ونقصد هنا بالعقل العلمي ذلك العقل الذي لا يتقبل نتائج من دون مقدمات ، حيث العقل العلمي هو العقل الذي لا يمكن له تقبل فكرة الانتقال من (أ) إلى (جـ) من دون المرور على (ب) ، فـ (ب) بالنسبة للعقل العلمي ضرورية لوجود (جـ) ، و عليه فإذا انعدمت (ب) ، ف الـ (جـ) مستحيل أن توجد بالنسبة له ، لأنه لا يمكن تخيل وجود هكذا (جـ) من العدم وحدها ، في المقابل لو ذهبنا للعقل الخرافي فيمكن القول أنه مستعد ليتقبل فكرة وجود (ج) قبل (ب) وربما حتى قبل (أ) ، فالعقل الخرافي عقل لا يؤمن بالأسباب و النتائج ، بل يؤمن بالسحر والكرامات و المعجزات ، وعليه فبالنسبة له لا أسهل من ظهور  (جـ) بعد (أ)  لأنه مع تصديق الخرافة كالسحر و الشعوذة فيمكن إيجاد (جـ) من (أ) أو من العدم حتى ، و من هنا نلاحظ هذا الفارق بين العقول البشرية العلمية والخرافية ، فالعقول العلمية عقول أفكارها وآراءها مرتبه كالسلسلة ، حيث (ب) مرتبطة بـ (أ) ، و الـ (جـ) مرتبطة بالـ (ب)  الخ في تناسق محكم ، في المقابل فالعقول الخرافية أفكارها أفكار عشوائية ، حيث (أ) مرتبط بـ (هـ) بلا مقدمات ، و (ه) مرتبطة بـ (عـ)  بلا مقدمات هي الأخرى ، فالعملية مجرد فوضى فكرية ، وهو الأمر الذي يدعونا للقول أن أصحاب هذه العقول الخرافية هم الأكثر معانات في الحياة العملية ، حيث البديهي هنا أن الخرافة ستؤدي بهم للتهلكة بلا شك ، ويمكننا حول هذا الأمر إعطاء أمثلة من حياتنا المعاشة ، فعلى سبيل المثال البشر الذي يقعون ضحايا للاحتيال من مشعوذين كالذين يزعمون أنهم يمكنهم تحويل أوراق الجرائد إلى نقود : هل هؤلاء كانوا ليخدعوا لو كانوا علميين في طريقة تفكيرهم ؟. و الجواب أفترض حتما هو لا  ، فالعقل العلمي لن يتقبل فكرة تحويل ورق جرائد إلى أوراق نقدية هكذا بلا مقدمات فهذا مستحيل ، وفي أقصى الأحوال إذا كان العقل العلمي يريد  تحويل الأوراق إلى نقود فهو سيلجئ للطريقة العلمية في فعل الأمر ألا وهي التزوير ، فهنا العلمية واضحة ومفهومة ، حيث نبدأ بالأوراق التي هي (أ)  تليها عملية التزوير بالرسم عليها بماكينة نسخ أو ما شابه وهي الخطوة  (ب)  لنصل في النهاية وتتحول الأوراق إلى (جـ ) أي نقود ، لكن طبعا العقل الخرافي لا يعمل بهذه الطريقة فمادام يمكنه تقبل وجود (جـ) من دون (ب) فبالنسبة له سهل جدا أن يصدق المشعوذ الذي يوهمه بأن يمكنه تحويل (أ) إلى (جـ)  بدون المرور على (ب) ، وعليه فيمكن القول أن هؤلاء الذين يقعون دائما ضحايا للمشعوذين و السحرة ، هم دائما العقول الخرافية ، فالعقل الخرافي وحده بعشوائيته في التفكير ، من يُسهل على الدجال خداعه ، في فالمقابل العقل العلمي المحكم في أفكاره هو كالسد المنيع لديه ، وعليه وبالنسبة للبشرية اليوم فيمكن القول أن هذين النوعين من العقول هما النوعين المسيطران على العالم ، عقول تؤمن بالسحر والخرافات و الأمور الغيبية وتجر البشرية للحضيض ، وعقول تؤمن بالأسباب و النتائج و الأدلة المنطقية وتحاول أن تنتشل البشرية من تلك الكوارث  .

شكرا .

الجمعة، 8 أغسطس 2014

بين الإعجاز العلمي و المنهج العلمي .



  
 فُجع المجتمع العلمي قبل يومين بفقدان احد ابرز أعضاءه وهو العالم الياباني "يوشكي ساساي " المختص في أبحاث الخلايا الجذعية ، حيث أقدم ساساي على الانتحار في معمله يوم أمس الأول ، في محاولة للتكفير عن الخطأ الذي اقترفته عقب موافقته في مدة سابقة على نشر بحث علمي بخصوص إمكانية أن تنبت الخلايا الجذعية أعضاء جديدة من خلال وضعها في محلول حمضي خفيف للباحثة ( هوروكو اوبوكاتا) وقد كان ساساي قد وافق على نشر بحث هوروكو في مجلة "نتشر" العلمية المرموقة على مسؤوليته ، لكن تبت لاحقا وبعد قيام المجتمع العلمي بالتثبت من صحة البحث أنه بحث غير دقيق و أن ساساي لم يفحص البحث بجدية ، حيث ظهر أن الصور المرفقة مع البحث كان بعضها مكرراً  فيما تم تقديمها على أنها صور مختلفة ، عدى أن هناك فقرات كانت منقولة من بحث ألماني سابق صدر في 2005 ، وهو الأمر الذي أضطر مجلة "نتشر" لسحب البحث والاعتذار علنيا للقراء في ما مثل فضيحة للمجلة و لساساي المسئول عن مراجعة البحث ، فمباشرة وعقب هذه الحادثة تصاعدت الآراء الساخطة على ساساي و على المعهد الذي يعمل فيه (وهو معهد ريكن المرموق ) و التي وصلت للتشكيك في جدية العلمية البحثية في اليابان ككل ، فقد طالب اليابانيون بمراجعة جميع شهادات الدكتوراه التي أصدرتها الجامعة التي تخرجت منها هوروكو لمعرفة مدى صحة هذه الشهادات ، وهو طبعا ما سبب ضغوط نفسية رهيبة لساساي ، والتي لم تنتهي إلا وقد دفعته للانتحار للتكفير عن ذنبه عن طريق تقاليد الهاراكاري  .



طبعا نحن وحين نرى هذه القسوة و الجدية التي تم التعامل بها مع ساساي والتي وصلت به إلى حد الانتحار حين يتعلق الأمر بالبحوث العلمية ، فعلينا أن نسأل : وما حال الجدية مع الأمور العلمية في بلادنا ؟ (خاصة في أمور الأبحاث و الادعاء بصنع علاجات لعديد من الإمراض بما يمنح الناس أملا كاذبا  ) فماذا جرى مثلا مع الشخصيات التي إدعت أنها اكتشفت علاجات جديدة على غرار مثلا ادعاء الزنداني في 2005 اكتشافه لعلاج الايذر كما ذكر على قناة الجزيرة ، أو كما زعمت السعودية فاتن خروشيد أنها وجدت علاجا لمرض السرطان من أبوال الإبل (  تحديدا الجلد واللوكيميا والرئة والدماغ والكبد والثدي ) ، أو كما زعم الباحث في الإعجاز العلمي عبد المعطي حجازي في مصر  أنه وجد علاج للإيذز و مرض الفيروس سي ، فكيف يتم التعامل مع هؤلاء من قبلنا ؟ ثم ما الحال النفسية لهؤلاء ونحن نرى خرافية مزاعمهم ، فهل استحوا على الأقل وتوقفوا عن الكذب حتى لا نقول الانتحار للتكفير عن الذنب كما فعل  ساساي  ؟  أم أنهم  وبوجوههم الصفراء الخالية من أي ضمير لا يزالون يكذبون ويكذبون والناس تصدق ، فهل نتوقع ان يقول احد لا لهراء الإعجاز العلمي ؟  أتركك لكم الإجابة .

 شكرا .

الاثنين، 4 أغسطس 2014

الفن و الحضارة .

لوحة لفنان مجهول من رسومات الطاسيلي .

 حين نعود كبشر إلى أعماق التاريخ بحثا عن بدايات أصولنا البشرية فإن أول ما يصادفنا هناك ليس آلة للزراعة اخترعها الإنسان مثلا ، أو آلة للحرب ، بل ما نجده هو الرسومات على جدران الكهوف التي سكنها الإنسان ، فأول تعبير للبشرية الواعية عن نفسها كان عبارة عن إبداع فني خطه الإنسان على جدار مسكنه الطبيعي ؛ ومن تلك الرسومات البسيطة التي صورت حياة الإنسان البادئ في الأحراش و الغابات و إلى حضاراتنا اليوم ، فجميع الحضارات البشرية تعرف بإبداعها الفني و بالابتكار الجمالي ، فالحضارة هي بالأساس فعل فني "حيث يحول الإنسان حياته من الواقع الفوضوي و العبثي ، إلى واقع منظم ذو بعد جمالية " ، فالمعمار هو حالة جمالية في أسلوب السكن ، و الموضة هي حالة جمالية من أسلوب اللبس ..إلخ ، وعليه فالحضارة بالأصل هي مسيرة فن ، فكل حالة إبداع فني كانت لبنة في جدار الحضارة ، في المقابل فكل حالة من غياب الفن كانت ببساطة حالة من الهمجية سواء الأمس أو اليوم ، فكما عرفت الحركات الهمجية حالة العداء للفن في القديم (حالات الغزو التي قادتها الأمم المتوحشة على الحضارات و التي أدت إلى تدمير كثير من إبداعاتها الفنية ) فالحركات المعادية للحضارة اليوم تسير على نفس المسيرة حيث تقوم أساسا على معاداة الفن (حالة داعش وتدميرها للتماثيل الأثرية في سوريا والعراق مثلا ) فهذا الأمر ليس بالعبثي بالنسبة للاثنين ، فالفن يهذب الإنسان و يصقل شعوره الإنساني ، لهذا فمثل هذه الحركات فهي معادية له لأنها لا تريد إنسان حساس مفيد للبناء والتنمية ، بل هي تريد إنسان متوحش  يسخر كل طاقته للهدم والتخريب ، وعليه كان سواء في القديم أو حتى لليوم فكل الأمم التي فقدت تواصلها مع الحالة الجمالية وتتذوق الفن فهي أنته للتخلف ، ففقدان تلك الأمم للحاسة الجمالية جعلها تفقد ملكتها في البناء و الإبداع  (وهو أولى أساسيات الحضارة )، وعليه صارت في أحسن الأحوال أمم تعيش على إبداعات الآخرين و تستمر بها ، أو أنها في أسوء الأحوال أنته إلى الحضيض حيث دمرت نفسها بنفسها بالحروب و المجازر ، لهذا فالأساس للحضارة هو الفن ، وكل حالة معاداة للفن هي بالمختصر دعوة للهمجية مهما ما كان المبرر الذي يرفع  .

شكرا .