الاثنين، 25 أغسطس 2014

الإسلام والعقلانية -1-.



 ككاتب لطالما دافع عن الحريات وسيادة العلم و العقلانية في الخطاب الديني ، دائما ما كان يوجه لي سؤال "هل بكتابتك هذه أنت تتخيل انه يمكن أن يكون هناك إسلام عقلاني ، وأنه يمكن أن يتجاور الإيماني الديني مع العقلانية ؟" و هذا السؤال وللغرابة كان يطرح علي من ناحيتين متناقضتين ، الأولى من مسلمين أصوليين يقولون انه لا يمكن أن يكون المسلم عقلانيا لأن من أعتمد على عقله ضل ، و أن الأصل إتباع النصوص ؛ و الثانية من غير مسلمين يقولون أن العقلانية تتنافى بالضرورة مع الإيمان الإسلامي و الديني عموما لكون الدين يفرض الإيمان بأشياء لا يمكن إثباتها علميا ، وهو ما يجعله بالضرورة اعتقادا لاعقلانيا .. و الحقيقة أنه و بالنسبة لهذا السؤال من الجانبين ، فأعتقد أن يمكن الجواب عليه بجواب مبدئي هو " نعم" .. نعم المسلم يمكن أن يكون عقلانيا فلا يوجد فرض صريح وكما نعلم من الإسلام يدعوا لنبذ العقل ، لكن طبعا وجب قبل هذا التنويه أن هذا الجواب الذي نقدمه يحتاج إلى تفصيل ليكون مفهوما ، فالإسلام وكما نرى ليس كيان واحد موحد لكي يعتبر عقلاني كله ، أو لا يعتبر ، لكن الإسلام  هو شقان  (نظري وعملي ) وعليه ومن أجل جواب كلي على سؤال "هل يمكن أن يوجد هناك إيمان إسلامي عقلاني؟" فسوف نفصل بين أمرين ، الأول حول المسلم العقلاني من ناحية مجتمعه ، و الثاني حول المسلم العقلاني اتجاه معتقده ، وهذا لكون هناك فارقا وكما سنوضح بين المسلم و تصوره الإيماني الذاتي الخاص ، وبين المسلم وتصوره الموضوعي العام  .



يتبع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق