الأربعاء، 27 أغسطس 2014

الإسلام والعقلانية -3- .




 بلا شك وبعد هذا الجواب الذي قدمناه يبقى هناك سؤال أخير  (وهذا من الجهة الغير مسلمة ) وهو : هل يمكن للطقوس الإسلامية و التعاليم الدينية الشخصية أن تندمج في المجتمع في إطار عقلاني ، فعلى سبيل المثال هل يمكن للطقس كعيد الأضحى أن يندمج في مجتمع يراعي حقوق الحيوان  ، أو  في عرف كالتعدد أن يندمج مع مجتمع عقلاني يؤمن بالمساواة ؟.. و بالنسبة لردنا على هذا السؤال فأعتقد أن الجواب موجود في الشرح السابق ، وهو أننا مادمنا وصلنا بالمسلم للإيمان العقلاني اتجاه مجتمعه ، فبلا شك نحن حصلنا على تفسير عقلاني لمسالة الطقوس الإسلامية ، والتي يجب التنبيه أن الإشكالي منها قد تلاشى ، و(هو مسالة تطبيق الحدود وخلافه ) أما الهامشي منها فهو الباقي (مثل التعدد و الختان الخ ) وشخصيا أعتقد و بالنسبة لهذه الأمور أنه يمكن ببساطة التعامل معها ، فالإسلام وكما نعلم وحين يحلل شيء  فهو لا يعني فرضه بالضرورة ، وعليه فقضية كقضية الزوجات هي مسألة اختيارية ، ومنه فإلغاءها أو إبقاءها لا يعني شيء للمسلم ، أما بخصوص الذبح ، وخلافه فيمكنه أن يكون بالطريقة الإنسانية بالصعق ، ويبقى هذا المسلم على التزامه الديني  ؛ بل و لنذهب لشيء اكبر ، وهو : هل سيبقى النبي قدوة للمسلم العقلاني وهو الأمر الذي نعلم أنه غالبا ما يؤدي إلى الحرج للمسلم على غرار مسالة زواج النبي من طفلة (نقصد السيدة عائشة ) ؟ و الجواب على  هذا  هو "لا "، فليس المسلم ملزما بالاقتداء بالنبي في كل شؤونه ، فالرسول يقول على نفسه"و ما كنت إلا بشر رسول "، وهو ما يعني انه من الناحية الموضوعية فالنبي ليس هو الجوهر في الإسلام  بل الله هو الجوهر ،  ومن الإقتداء به ليس فرضا دينيا ؛، الأمر الثاني أننا وحال اعتبارنا أن الفترة المدنية فترة خاصة في حياة النبي كما شرحنا آنفا ، فالمسلم سيؤمن بالضرورة بتاريخية التعاليم الدينية ، فوفق هذا المنظور ستصبح كل التعاليم و الأوامر الإلهية التي تجاوزها الزمن هي تعاليم ساقطة بداهة ، لأنها وحال فرضت فرضت لواقع غير هذه الواقع ، وعليه فالمسلم وحال عدم الالتزام بها لا يأثم ، ومن هنا فنحن نحصل على مسلم عقلاني بكل ما تعني الكلمة من معنى اتجاه مجتمع ، مع حفاظ الإنسان على دينه ، فالمسلم له أن يصلي وان يزكي ، و أن يحج ، وان يتعايش مع الناس وكل هذا بحرية و انسجام ، فهو كمواطن عقلاني فهو لا يذهب للصراع مع الآخرين لفرض معتقداته ، بل هو يكتفي بها لنفسه في إطار القانون ، وهذا ما على المجتمع من واجب على المسلم  ، وهنا وجب التنويه أيضا أنه من الناحية الموضوعية فحتى لو امن المسلم بخرافات المحضة ، لكنه حافظة عليها كاعتقاد ذاتي فهو سيبقى على عقلانيته ، فالحرية الدينية وكما نعلم تكفل له حرية العقيدة في أطار احترام القانون ، و طبعا و مادام المسلم لا يخالف القانون  ولا يؤذي الأخير، فليس لأحد  أن يتهجم عليه  أو يدينه بسبب معتقده ،  وعليه فهنا لا تهم خرافة المعتقدات أو عبثيتها بالنسبة لقضية العقلانية بالنسبة للمجتمع ، فمادام الإنسان محافظا على ذاتية الاعتقاد فقد حصن نفسه من أي نقد يطاله ، وهذا نرى أن أي مسلم يسير على هذا المنهج ، هو مسلم عقلاني ليس لأحد أي يعترض عليه.

يتبع .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق