الخميس، 29 مايو 2014

حالة هوان .

                          


  ليس من الغريب أن نرى في الجزائر من يقول اليوم ( الجزائر خضعت لإملاءات خارجية في إقرار المناصفة بين المرأة و الرجل و انه سيسعى لإطلاق حملة لسحب المادة ، التي تنص على المناصفة بين الرجل والمرأة من مشروع تعديل الدستور ، لأنها تضرب التوافق في العمق، وتتعارض مع الشريعة الإسلامية ) رغم أن هذا يتصادم مع الأعراف السياسية لمفهوم العمل الحزبي التي تعلي من قيمة المواطن كقيمة أسمى يسعى السياسي لإرضائها ؛ أو كونه يتصادم مع صريح نصوص الدستور التي تقول ( و تستهدف المؤسسات ضمان مساواة كل المواطنين والمواطنات في الحقوق والواجبات بإزالة العقبات التي تعوق تفتح شخصية الإنسان، وتحول دون مشاركة الجميع الفعلية في الحياة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. ) فبالأصل الانتهاك لم يبدأ من هناك ، بل بدء من السلطة التي رخصت لهذا الحزب لينشط في الساحة السياسية وليروج لخطابه بين الجزائريين رغم أن هذا ينافي صريح الدستور الذي ينص على أنه (لا يجوز تأسيس الأحزاب السياسية على أساس ديني أو لغوي أو عرقي أو جنسي أو مهني أو جهوي ، ولا يجوز للأحزاب السياسية اللجوء إلى الدعاية الحزبية التي تقوم على العناصر المبينة في الفقرة السابقة.) فمن البديهي انه وفي ظل أن السلطة انتهكت القانون وسمحت لهذا الحزب بالنشاط ، فلابد  لمن نتج عن هذا الانتهاك أن يسير في المعطى نفسه في انتهاك القانون ، و عليه فليس عجيبا أن نرى من هذا الحزب هذه الاستهانة بحق المرأة كمواطن في هذه الدولة له نفس الحقوق و عليه نفس الواجبات، فهذا الحزب من البداية عرف نفسه على انه حزب يعمل خارج الدستور وانه لن يهتم إذا ما ميز بين المواطنين على أساس الجنس ، و السلطة أقرت له بهذا  وباركته ، لهذا فلما يلام أصلا وهو منسجم تماما مع أطروحته التي من البداية لم يخفيها ؟ ، بل ولما يلام و ليس هو الوحيد في الساحة من الأحزاب المخالفة للدستور التي تعمل ؟  فحتى الفيس ذلك الحزب الإجرامي الملفوظ شعبيا و المدان قانونا ، نحن نجد أن السلطة  تحاوره في صياغة مواد الدستور وتستعطفه رغم أن الجميع يعلم و السلطة أولهم أن هذا الحزب الإجرامي نواياه واضحة في الفتك بالجزائر وبشعبها ، وانه لن يسعى سوى للانتقام  من الدولة الجزائرية وجيشها الذي وقف في وجه مخططاته ذات يوم ، فهل  بعد هذا بقي شأن للمواطن أو لمصالحه لكي يسأل عن بلاده وحقوقها وهو يرى الإرهابيين و الخارجيين على القانون يتكلمون في شؤونه و بماركة السلطة و رضاها  ؟ .

حاليا لا يملك الشعب الجزائري سوى وعيه لمنع هذه التجاوزات من التفاقم ، فالسلطة وللأسف غائبة عن القيام بدورها في حماية المجتمع و الدولة ، في المقابل فالطفيليون لا ينتظرون سوى الفرصة للانقضاض عليها ، لهذا فإذا كان اليوم للجزائر من حامي ، فهم الجزائريون ووعيهم فقط .

 

شكرا .

 

 

الاثنين، 26 مايو 2014

عن الصحف الصفراء.

                                                                                                        
                                                                              




 بلا شك غالبيتكم طالع اليوم الصحف الجزائرية ، وغالبا و كما اعتقد جميعكم أيضا ربما لم يجد شيئا مثيرا فيها من إخبار ...عموما لهؤلاء انقل لكم هذا الخبر المثير و الذي كان يستحق أن تنقله كل الصحف الجزائرية وهذا هو نصه : في تطور خطير" لويزة حنون تهين الإسلام في بلد الإسلام ".

 "خرجت أمس وفي خرجه جريئة و مستفزة ، التروتسيكة المدعوة لويزة حنون لتتهجم على الإسلام و شريعة الإسلام في احد تجمعاتها ، حيث طالبت المدعوة لويزة حنون في إطار حديثها عن المشاورات مع القوى السياسية حول صياغة مسودة الدستور ، بإلغاء عقوبة الإعدام من القانون الجزائري وهو الأمر الذي يعد تطاولا صريحا على دين الإسلام وعلى شريعة الله ، فعقوبة الإعدام تعتبر حد من حدود الله ، و من يتعدى حدود الله فقد كفر . ويعتبر هذا الأمر ليس الأول أو "الأخير" من خرجات المدعوة لويزة حنون إتجاه الإسلام، حيث سبق وان طالبت في وقت سابق بالنص على فصل الدين عن الدولة في الدستور الجزائري في تحدي صريح لمشاعر المسلمين ، و اعتداء سافر على احد مقدساتهم .. انتهى       " .

 طبعا قد يتساءل البعض وبعد قراءة هذا الخبر عن من أين جئت به ، فهو لم يُذكر في أي صحيفة جزائرية أو يرد في موقع إخباري .. عموما و بالنسبة لهذا السؤال فردي ببساطة أني اخترعته ، اخترعته كما تُخترع الأخبار عادة في الصحافة الجزائرية ، حيث قمت بالاجتزاء من هنا وهناك مع إضافة بعد البهارات التهييجية كاستغلال التعصب الديني و سعار التأسلم وها هو الخبر كما ترون ؛ لكن و مع هذا فوجب التأكيد أن هذا الخبر ليس خبرا كاذبا رغم أنه خبر مخترع  ، حيث أنه و بالنسبة لواقعه أن السيدة لويزة حنون رفضت عقوبة الإعدام فهذا صحيح ، وقد جاء هذا في مقال للخبر عن نفس الموضوع (تجدونه هنا وعموما هذا رأيها تكرره دائما ) وهو ما يعني أن الخبر من حيث المبنى كامل الأركان ، رغم انه خبر مخترع  ، اما لمن يسأل عن المغزى من هذا الحديث ؟ .. فالمغزى ببساطة هو محاولة شرح طريقة اختراع الأخبار الصفراء ، ففي الجزائر أو في كل العالم "الخبر هو الخبر" ، لكن ما يجعل الخبر "خبرا اصفرا" فهي طريقة صياغته ، فمثلا ما قامت جريدة الخبر كان نقل عادي للخبر بدون تهريج ، لكن صحف أخرى تستطيع القيام بما قمت به ، وهو ان تخترع  قضية من لا شيء و تكبرها وتنفخها ، وهي بلا شك ستجد متتبعين لها من عموم الغوغاء التي تفضل هذا النوع من المواضيع  بحيث تكبر القضية ، وهنا و ردا على من قد يقول : "ومن قال أن هذا خبر اصفر ، فهذا الخبر هو خبر مهم لأنه يتحدث عن تطاول عن الإسلام " فردي هو  انه ورغم هذا ، فهذا لا يمنع انه خبر اصفر ، فهذا النقل الذي صيغ به الخبر نقل خالي من الموضوعية وهذا هو جوهر الأخبار الصفراء ، فمثلا لو كان الخبر يريد مراعاة الموضوعية و المهنية لأنكر أساس قياما دولة اسمها الجزائر ، وليس فقط قيام لوزة حنون بطلب إلغاء عقوبة الإعدام ، لأنه ومن الناحية الموضوعية فلولا وجود الدولة الجزائرية التي خرجت عن دولة الخلافة الإسلامية ، والتي لم تطبق شرع الله  والتي سمحت بإنشاء الأحزاب و التي سمحت لسيدة تروتسكية أن تقود حزب خلافا لمنع المرأة من العمل كما يرى الإسلام ، لما كان وصل الحال لان تقول تلك السيدة هذا الكلام ، لهذا فإذا كان هناك موضوعية لكان الرفض هو للدولة الجزائرية من الأساس ، وليس أن نجتزئ جزء متعلق بتهجم لويزة حنون عن الإسلام لنستثمر فيه و نغفل كل الباقي ،  وهنا طبعا فواضح أن من ينشر من قبيل هذه الأخبار لا يهمه الدفاع عن قضيته (أي الدفاع عن الإسلام كما يزعم) بل ما يهمه هو مجرد تهييج الغوغاء و جعلها تشتري نسخا أكثر من صحيفته ، فالصحافة الصفراء هي الصحافة التي تستغل الفضائح و المواضيع الجنسية و قصص الدجل و الشعوذة كأخبار لها ، عدى طبعا بهارات التحريض الطائفي و التعصب الديني لمزيد من الترويج  ، وبهذا الأسلوب تحصل  هذه الصحف على الكثير من الرواج و بيع النسخ ، وغلبا طبعا صحف كهذه تتعمد البعد عن الموضوعية والمهنية و الارتقاء بالوعي العام ، لان مثل هذه الأمور تناقض مصالحها ، لهذا فهذه الصحف دائما ما تلجئ لنشر الجهل و المساعدة على تفشيه  هو  و التعصب و الخرافة ، فمع ازدياد أعداد الغوغاء (أي الجماعات اللاعقلانية التي تفتقد للحس النقدي و تقودها روح القطيع ) كلما كانت أرباح تلك الصحف أكثر و أكثر .


 


ومنه وكما نرى فصناعة الخبر الأصفر ليست بالصعوبة التي نتخيل ، فيمكن لأي خبر أن يكون خبرا اصفر ( رجل يطرد 1000 جني ) ، ( المسلسلات التركية تدمر الأخلاق ) ، (طفلة تخرج الشعر من فمها ) إلخ من هذا الهراء ، و طبعا وفي ظل وجود الغوغاء ، فيتم النفخ في هذه الهلاوس وتصبح قضية رأي عام ، وفي النهاية لا يكون سوى الشعب هو الضحية لكونه مستباحا من صعاليك التهريج الإعلامي الذين ينخرون وعيه بهذه القاذورات الإخبارية .



شكرا .


الخميس، 22 مايو 2014

يا إلهي " بوكو- حرام " .


       
                                                                                 
                       

  هل تعلمون ؟ .. لم يعد لدي اليوم أدنى شك أننا نحن المسلمين وحين ندعي التنديد بأفعال بوكو -حرام و ما شابهها  أن ما نقوم به هو محض إدعاء لا أكثر ، فالواقع أنه ولو كان هناك أي مصداقية لهذا التنديد و الرفض لكنا تعاملنا مع بوكو-حرام و أشباه بوكو-حرام منذ زمن ، لكن و لان الحقيقة تقول أننا قابلون بهذه التصرفات وراضون بها فلهذا هي تزداد و تتفاقم مع مرور الوقت .



إن من يدعون اليوم أنهم اكتشفوا  مسخا اسمه جماعة بوكو-حرام و أنهم ينددون بأفعاله هم في الواقع مجموعة من الأفاقين ، فهل بوكو-حرام هي الجماعة الأولى أو الوحيدة التي تقوم بالمخازي بإسم الإسلام ؟، ثم هل  هذه الجماعات ظهرت اليوم فقط ؟ الأمر الأخر  هل أصلا ما تقوم به جماعة بوكو-حرام مدان لدى هؤلاء لنقول أنهم حقا يرفضون تصرفاتها من رق و إرهاب و عنف ، أم أن هذا هو الطبيعي و العادي لديهم ، فاليوم وكما نرى اغلب المسلمين وإذا جوبهوا بسؤال هل تقبل الرق أم لا مثلا فسيردون "نعم و بلا شك" ، و أصلا المسلم في ظل الوضع الحالي لا يستطيع قول العكس حتى لو أردا لإنه وإن فعل  فسيعتبر غير مسلم  لكون الإسلام الحالي هو إسلام الرق و العبودية و الإرهاب ،و أي رافض لهذه الأمور هو رافض للإسلام  ، و خير دليل على هذا هو المناهج الدينية وكتب الفقه و الشريعة التي تروج لهذه الأمور ، و التي تكفر أي المسلم  يعلن رفضه لهذه المخازي .



حقيقة إن المسلمين لو كانوا ضد جرائم بوكو-حرام لكانوا أدانوا فكر بوكو –حرام من الأصل ، لكن الفكر كما نرى ليس مدان ، وعليه فلا أساس من الصحة لهذا الهبة من التنديد ضد ما تقوم به ، و لن اضن نفسي أتجنى إذا قلت أن الأمر ليس في الحقيقة سوى محاولة لدرء الخزي الذي سببته حادثة اختطاف الفتيات ، فالمسلمون عموما خجلوا من هذا التصرف أمام العالم المتحضر ، وهو ما يعني  أن القضية كلها ادعاء مزور ، فالمسلمون جميعا (إلا القلة الرافضة حقيقة للأمر و التي غالبا تتهم بالكفر والارتداد ) يعلمون أن التراث الأصولي مليء بمثل هذه المخازي ، وهم قابلون به كما هو ، وهم لن يفرطوا فيه ، لهذا فلا يمكن الحديث اليوم عن أي مفاجئة للمسلمين من جريمة بوكو-حرام او أي إدانة ، لأن الواقع أن كل المسلمين الأصوليين هم بوكو-حرام ، فمن سيدين ماذا ؟ .



شكرا  .


                                      

الخميس، 15 مايو 2014

السعادة في المفهوم الجهادي .



                                        

جرت العادة لدى بعض الناس أن يرو في الإسلاميين من السلفيين والجهاديين و الانتحاريين .. إلخ  ، أنهم أناس مكبوتون و مأزومون  و  يملئهم الغضب و الحقد على العالم و الحياة  ، لكن الواقع أن كل هذا ما هو إلا مجرد تهيؤات منهم ، فكما يوضح لنا احد الجهاديين في أحد الفيديوهات الجهادية المرفوعة على النت  ، فكل هذا الكلام  ليس من الصحة في شيء ، بل أن الحقيقة أكبر من هذا بكثير .

في الفيديو أعلاه و الذي نشاهد فيه احد الجهاديين واسمه أبو طلحة الليبي يتكلم ، يقوم الانتحاري أبو طلحة بالشرح لنا عن مفهوم السعادة الحقيقي عند الجهادي ، فالأمر ليس في الواقع و كما يقال أنهم خائفون و مرعوبون ، بل بالعكس هم في سعادة وهناء ، لكن هناك فارق فقط في تعريف السعادة والهناء عند الإسلامي ، فمثلا وبدل أن يبحث الجهادي على صبية مثلا ، أو الجهادية تبحث على شاب تتعرف عليه ليقعا في شباك الغرام ويعيشا سعداء ، فإن الجهادي يبحث عن نكاح الحور العين في الجنة ، فالجهادي ليس لديه الوقت ليغرم ويغازل الكائنات البشرية الأرضية ، بل الجهادي يشبع شغفه الجنسي عن طريق الكائنات الملائكية في الجنة هناك في الحلال و الزلال كما يقال، وليس بالمعصية على الأرض الفانية  .

وأيضا الفرق بين الجهادي و الإنسان العادي، أن الجهادي وبدل ان يختلط بالناس و يقاسمهم أفراحهم و أحزانهم كما يفعل الناس عادة ، فالجهادي يقوم بتفجيرهم ليجعلهم سبيلا و جسرا لبلوغ الجنة حيث انهار الخمر و الصبايا من الحور العين ، فهناك تكمن السعادة الحقيقة مع الملذات الحسية ، وليس على الأرض بالعواطف و الأحاسيس .

وأيضا من الفروق بين الجهادي والإنسان العادي، أن الجهادي لا يسعد مع الناس بالاحتفالات و اللهو البسيط مع الآخرين مثلا و تصوير هذا في شرائط فيديو للإحتفاظ بها أو عرضها على الأصدقاء ، بل يحتفل بجز الرؤوس و تقطيع الأوصال و رفع هذا على شريط فيديو ليريه للآخرين ، فالجهادي لا يسعد بأن يصور حفلة موسيقية أو حفلة شواء تقيمها العائلة أو الأصدقاء ، بل السعادة والهناء هي في تصوير أشلاء هؤلاء تتطاير و رقابهم تحز ، فهكذا التقوى و الالتزام بحيث وكلما فاضت شلالات الدماء أكثر كلما زادت التقوى و الورع أكثر ؛ ومنه فما نلاحظه هو أن الجهاد و الانتحاريين وباقي جماعة دولة الإسلام ، فهم ليسوا مأزومين كما يشاع ، بل هم مثلهم مثل الناس العاديين ، و الفرق الوحيد هو في نوع السعادة ، فإذا أنت تسعد بالبناء و التعمير فهو يسعد بالهدم و التفجير، وإذا أنت تسعد بالحياة و المحبة ، فهو يسعد بالموت و الكراهية ، وإذا أنت تسعد بفعل الخير و معاونة الناس ، فهو يسعد بقتلهم وسفك دماءهم لنيل حور العين ، وعليه وفي ظل نسبية السعادة فلا يمكن القول أن الجهادي ليس سعيد ، لكن يمكن القول أن سبيل سعادة الإسلامي هو على النقيض من سعادتك ، أو لنقل أن سعادة الإرهابي هي حين تحزن أنت .

شكرا .

 

الأربعاء، 14 مايو 2014

" الشريعة " نظريا وعمليا .

                                                                             



 دائما وحال ذكر الشريعة 1 ، ما يخرج علينا الإسلاميون للقول "أن الشعوب الإسلامية تريد الشريعة" ، و أنها "تكافح لأن تحكم بالشريعة"  جميل... ، ولنقل أن هذا الكلام صحيح رغم شكي الشخصي فيه لأني أراه مجرد كذب من تجار الدين ، لكن أوليس السؤال إذا كانت الشعوب تريد تحكم بالشريعة لماذا هذا الاعتراض منها كلما تمت محاولات لتطبيقيها 2 ، ولنأخذ مثالا قصة السبي التي قامت بها جماعة بوكو –حرام في نيجريا والتي وجدت الكثير من الإدانة حتى في أوساط النخبة الدينية الأصولية ، أوليس السؤال إذا كانت الشريعة مطلوبة لماذا هؤلاء يرفضون أن تطبقها جماعة بوكو حرام ؟، بل ولماذا يرفضون فكرة الاسترقاق من الأصل ؟ ، فعلى سبيل المثال قام قبل حوالي سنة من الآن احد المشايخ في مصر بتملك احد النساء (ملكت يمين) 3 ، وهذا لأنها وكما قالت تريد أن تحرر من الالتزامات الدينية الخاصة بالحرة ؟ 4 ، فلماذا رفض هؤلاء هذا الأمر ، ولماذا تم الهجوم على الرجل من قبل المشايخ المسلمين رغم أن الأمر حلال وفق الشريعة ؟ وخذ على هذا كثيرا مثل قصة إرضاع الكبير التي ضن البعض انها فتوى شاذة بينما الحقيقة انها كانت من صلب الشريعة ، و مسالة زواج الصغيرات و مفاخذتهن ، و نكاحك الوداع ..الخ من الأمور  ، فكل هذه أمور تقرها الشريعة لكن المجتمع الذي يزعم انه يريد تطبيق الشريعة يقوم بإدانتها ، فمن أين ظهرت خرافة أن الشعوب تريد تطبيق الشريعة ؟ .



ظاهريا وكما يبدو لي ، ربما يكون هذا الحديث عن تطبيق الشريعة هو حديث الجهلة ، فالمجتمع في بلادنا و الذي يجهل حقيقة الشريعة يطلبها من هذا الباب ، فالمجتمع كل ما يعرفه عن الشريعة هو ما يروجه تجار الدين أنها العدل و القسط و الرحمة ، وهذا بلا شك شيء يطلبه كل البشر ، وليس المسلمون فقط ، لكن هؤلاء الناس لو دخلوا لتفاصيل الشريعة، و تلمسوها فبلا شك سينفرون منها، أو على الأقل الشريعة بالتصور الأصولي الحالي .



وعليه فيمكن القول أن هذا التناقض بين طلب الناس للشريعة ، و رفضهم لها عمليا ، هو تناقض سببه الجهل ، فالناس بالعموم لا تعرف خبايا الشريعة و ما حشاها الفقهاء من مخازي ، وعليه فهم يطلبون بها للأمور الظاهرية الجميلة ، لكن طبعا لو علم الناس الكوارث التي ستحل عليهم بعد تطبيقها لما قبلوا ، فكما يحرذ العارفون بالأمر ، فالشريعة إذا طبقت ستحدث إعادة صياغة جذرية للمجتمع ، بدءا بنوع اللباس ،  وليس انتهاءا بتصميم المباني ، وربما لمن أن يريد رؤية مجتمعات تحكمها الشريعة حقا  فيمكنه النظر لحال أفغانستان زمن حكم طالبان ، او السودان  زمن حكم النميري ، ففي الواقع تلك نماذج  صريحة لجماعات حاولت تطبيق الشريعة ، كل الشريعة ، أما النماذج الأخرى كالسعودية ...الخ فهي في الواقع نماذج تطبق الشريعة في حدود دنيا ، وبما لا يجعلها تصطدم جذريا مع العالم ، وطبعا هي تجد راحتها في النفط الذي يغطي عورات ذلك التطبيق ، ففي ظل ان المال متوفر فيمكن للسعودية التغطية على أي مصيبة يسببها تطبيق الشريعة  5 .



إذا وكما نلاحظ فلا يوجد في الواقع طلب من المجتمعات لتطبيق الشريعة ، بل بالعكس هناك نفور منها ، ومن ابرز دلائل هذا النفور هو حالة الجاهلية التي يصف بها الإسلاميون هذه المجتمعات ، فهذه المجتمعات ولو كانت تريدا لشريعة طوعا لالتزمت بها ، لكن الواقع أن الشريعة دائما كانت تفرض بالإكراه ، وحتى إذا تبناها شعب طواعية ، فهو سرعان ما سينقلب على فعلته ، ومصر نموذج حي لهذا ، حيث وبعد سنة واحدة من إضافة المصريين للمادة 219  التي تتحدث عن أن" مبادئ الشريعة الإسلامية تشمل أدلتها الكلية، وقواعدها الأصولية والفقهية، ومصادرها المعتبرة، فى مذاهب أهل السنة والجماعة"، قاموا بإزالتها و ابقوا على مادة "المبادئ" بلا تعريف ، والتي تقصد بها  الأخذ بعمومية المقاصد للإسلامية من عدل ورحمة ، وليس التفاصيل التي كتبها الشيوخ .




_________________________________________



1 : يجب التوضيح هنا أن الشريعة المعنية بكلامنا هي الشريعة الأصولية ، فكما نرى فلا يوجد شيء إسمه شريعة الله ، بل ما يوجد هو إجتهاد بشري يسمى شريعة ، وهذا الاجتهاد قد يكون طبعا رجعيا و متخلفا كالشريعة الأصولية اليوم ، أو قد يكون راقي و رصين إذا وجد مفكرين متنورون يصوغونه  .


3  : الشيخ عبد الرؤوف عون .

4 : وفق الشريعة فعورة الأمة هي مثل عورة الرجل ، وعليه فالتكاليف كالخمار ، و الوقار في البيت  ..الخ ساقطة على الأمة ، بل وتصل إلى أن تكون ممنوعة  .

5 : بالنسبة لدولة نفطية فهي تستطيع أن تغطي على التزاماتها الأيدلوجية بالشريعة بالدفع بمداخيل النفط ، لكن لدولة فقيرة فهي مضطرة لتضحي ومن الأمثلة لهذا ما شهدناه في تونس حيث رفضت الحركة الإسلامية النهضة الحاكمة هناك فكرة تطبيق الشريعة  ، وهذا طبعا لسبب بديهي وهو أن ذلك يمس الاقتصاد (وتحديدا القطاع السياحي) وهذا خلافا للسعودية أو إيران التي تملك و بمدخراتها من النفط هذا الترف .

شكرا .

الاثنين، 12 مايو 2014

"بوكو-حرام" الجلاد و الضحية .

زعيم بوكوحرام "أبوبكر شكوى" يتساءل..


  ظاهريا بلا شك قد تبدو جماعة بوكو-حرام هي الجلاد في مسألة خطف الفتيات في نيجيريا ، فهي العنصر الفاعل و المنفذ لهذه الجريمة ، لكن الواقع انه ورغم هذا فالجلاد الحقيقي ليست جماعة بوكو-حرام إذا نظرنا للأمر بنظرة أعمق ، بل الجلاد هو من روج و من اخترع الأفكار التي تسير عليها بوكو-حرام ، فهذا هو المجرم الحقيقي.



إننا إذا نظرنا إلى ما تقوم به بوكو-حرام من أفعال فلا يمكننا القول إلا أنها تفعل كل ما يتم ترويجه من أفكار في الوسط الإسلامي ، فسواء الجهاد أو الاسترقاق أو الإرهاب ، فهي جميعا أفكار يتم تدريسها في المناهج الدينية الإسلامية ويتم الدعوة لتطبيقها على أنها الحل لصلاح العالم ، فلماذا تدان بوكو-حرام حين تطبقها ، ولا يدان الآخرون الذي أطلقوها ؟ ، و على سبيل المثال وحول هذا الأمر (أي جريمة الاسترقاق التي أثارت اللغط)، فنحن نجد مثلا فتوى لشيخ بالغ التوقير في العالم الإسلامي وهو "الشيخ الحويني"  يدعوا علانية لان الحل للفقر في بلاد الإسلام هو الجهاد ، وان على المسلم أن يغزو و أن يسترق بعض الجواري لبيعهن و الاسترزاق بثمنهن ، فلماذا تدان جماعة بوكو-حرام على تطبيقها لكلام الرجل ، ولا يدان الرجل الذي أفتى بذلك الأمر ؟  ثم المشكلة الأكبر رغم كل ما سبق ، أن هذا الكلام ليس مجرد شطحات لجماعات متطرفة يمكن القول أنها معزولة ، بل الأمر متعلق بجميع التيارات الإسلامية و المعاهد الدينية بكل الأصناف حتى تلك التي تدعي الاعتدال ، فعلى سبيل المثال طرح على الأزهر ( أو قلعة الوسطية كما يحب أن يسمى ) في فترة سابقة فكرة إلغاء فقه الرق من المناهج التعليمة لكونه فقها تجاوزه الزمن ، لكن الأزهر للأسف رفض الأمر و أصر أنها لا بد أن تظل هذه المناهج  تدرس لكي يبقى معلوما كيف يتم التعامل مع الرق حال أن يعود ، وهو ما يعني في الواقع انه حتى المعتدلون لا يعارضون الاسترقاق و الإرهاب من حيث المبدأ ، بل هم يرون انه ليس المجال الآن لتطبيقه  لان المسلمين بنظرهم في حالت ضعف ليفرضوا منطقهم ؛ لكن طبعا لو عادت القوة لهم و الغلبة لعاد الاسترقاق و الإرهاب ،و لكانت أفعال بوكو-حرام لا تجد الإدانة كما الآن خجلا أمام العالم القوي ، بل هي ستجد المباركة و التهليل .



إذن وكما نلاحظ فأصل الجريمة ليس نابعا من بوكو-حرام  أو من التطرف في الدين ،  بل الأمر نابع من مناهج دينية لم تخرج إلى الآن من عصور الهمجية ،  لهذا  فحتى لو أدن البعض جماعة بوكو-حرام فالأمر لن ينتهي ، لان بوكو-حرام مجرد نتيجة ، وهي كما جل الإرهابيين من الشباب المسلم مجرد ضحايا للفكر الهمجي الذي يتم تدريسه ، وعليه فلا يمكن القول أن هؤلاء هم الجلادون رغم إجرامهم ، لأنههم في الواقع مجرد أدوات للجلاد الحقيقي وهي الجهات الراعية للفكر الإجرامي الذي يصنع هؤلاء الوحوش ، فهذا الفكر هو المعني بكل الجرائم التي تطال الإنسانية ، وفي ظل أن لا احد يريد علاجه بدل الأعراض التي ينتجها  فبلا شك ستستمر الأفعال الهمجية من قبل بوكو-حرام وغير بوكو-حرام .



شكرا .




الأربعاء، 7 مايو 2014

" جزائرية واقفة " تخرج واقفة .

                                                                                               
 



  مباشرة وبعد إعلان أسماء الحكومة الجزائرية الجديدة ، و خلو القائمة من اسم السيدة خاليدة تومي وزيرة الثقافة "السابقة" ، خرجت أبواق الإرهاب و التأسلم لتهلل لهذا الأمر وتتشفى وكأن ما تم من إنهاء للمهام التي كانت تتولاها تم في إطار الطرد من الوزارة ، بينما الواقع الذي نراه و الذي يحاول هؤلاء تغطيته هو أن هذا الخروج لم يكن طردا ولا تنحية قصريه ، بل هو مسار طبيعي لكل مسئول بعد أداء مهامه حيث يخرج من الخدمة معززا مكرما (و أصلا هي لم تخرج بل عينت في مهمة جديدة لخدمة بلادها في مكان أخر ) ومنه فخروج خليدة تومي من الوزراء هو خروج جزائرية وافقه من منصبها معززة مكرمة بعد أداء وضيفتها ، وليس كما يروج هؤلاء ، و هنا وجب التنويه و في هذا السياق على الادعاءات التي تروّج لتشويه صورة المرأة من تهم فساد و خلافه ، للزعم أنه ما يدفعهم لهذا التهليل ، فهذا مجرد كلام فارغ بلا دليل ، فوفق ما كتبت السيدة حدة حزام رئيسة تحرير جريدة الفجر  وهي جريدة شرسة في معارضة السلطة الحالية قبل أيام في مقالها (الحكومة .. الجديد والقديم ) فـ" كل ما يشاع عن خليدة في قضايا الفساد مجرد كلام بلا أدلة" ، وهذه شهادة من صحفية مخضرمة ولها باع طويل في معارضة السلطة وفضح الفساد تقول أنها لم ترى دليلا ملموسا يدين السيدة ، وعليه فما يمكن قوله حول هذه الإدعاءات و الأصوات التي تتعالى طعنا في خليدة تومي أنها إنما تتحرك من منطلق الغل و الحقد الظلامي لا أكثر ، وليس الخوف على مال الشعب أو ثقافته ، لان الحقيقة التي تدفع هؤلاء الإسلاميين لمهاجمة السيدة الفاضلة خليدة تومي ليس تهم الفساد أو تبذير المال العام (التي بلا دليل طبعا) ، بل لأنها كانت قامة وطنية في مكافحة الإرهاب و سدا منعيا ضد قوى الظلام ، فالسيدة خليدة كانت احد النساء العظيمات في الجزائر اللائي وقفن ضد الإرهاب فيما جبن كثيرون ، حيث حمت هي و جميع الجزائريين بلدها من السقوط في يد الظلام ، و عليه فهؤلاء حين يتكلمون فهم يحاولون إفراغ غلهم الظلامي المكبوت من تلك المرأة التي وقفت ضدهم سواء في التسعينات في زمن الارهاب المادي ، أو حتى اليوم في زمن الإرهاب الفكري ، فهؤلاء أيضا و حين يتحدثون الآن عن وزيرة "الشطيح و الرديح " إنما هم يحاولون إدانة الفن الذي رعته السيدة خليدة تومي  ، فذلك الوصف المروج عن "الشيطح والرديح " هو محاولة تشويه لصورة المهرجانات الفنية التي رعتها الوزيرة ، والتي أبهجت بها الجزائريين وأعادت بها البسمة لأفواههم ، بعدما أن حاولوا هم  محوها  ، وليس كما يزعمون انه انتصار للثقافة وقيمها ، فبلا شك لا يُتخيل أن أعداء الثقافة و الفن  من الإسلاميين يمكن أن يهمهم هذا الأمر !! .



وعليه فيمكن القول أن هذا التهويل و العويل و الجعجعة بالنصر على ما يُزعم من طرد للسيدة خليدة تومي كلها كلام فارغ من فارغين الحيلة ، لأنه بالأساس وهذا المهم فخروج السيدة خليدة تومي لا يعني بالضرورة نهاية ذلك المسار الذي خطته ، لأن هذا المسار بالأصل هو مسار دولة وشعب في مكافحة كل أنواع الإرهاب ، وعليه فليس خروج خليدة تومي أوغيرها هو نهاية الصراع مع أطماع الإظلام باجتياح الجزائر ، بل هو البداية فقط .



شكرا .


السبت، 3 مايو 2014

كرها في السيسي لا حبا في الجزائر .

                                  


 مباشرة وبعد ظهور التصريح المنسوب للمشير السيسي (المرشح للانتخابات الرئاسية المصرية) عن انه سيدخل الجزائر في ظرف ثلاث أيام ، انطلقت حملة من التضامن المدعى مع الجزائر من طرف الكثيرين ، حيث أدعى كثيرون مساندة الجزائر و الوقوف معها ضد هذا الهجوم عليها ، و نقول عنه إدعاء لأنه في الواقع مجرد تضامن مغشوش ، فبرغم أن هذا الأمر في ظاهره جيد ، إلا أن الأمر يضح حين نجد هؤلاء يستمرون في الهجوم على الرجل رغم انه نفى قوله ذلك الكلام ، بل و زاد عليه الاعتذار رغم انه ليس ملزما به ، فهو لم يقل أي كلام مسيء بل نسب إليه الكلام المسيء ، لكن هؤلاء ظلوا وراءه متجاهلين كل هذه المعطيات ، و هو ما يؤكد أن القضية هي كرههم للسيسي أكثر منها حبهم للجزائر ، بل ويمكننا القول أن هؤلاء مستعدون للضرب في الجزائر كما فعلوا مع السيسي وأكثر إذا تضاربت المصالح معهم ، وهم لن تردعهم الحقيقة  أو الوطنية ، فهم استحلوا كل الأعراف في الهجوم على الرجل كذبا ، وعليه فالجزائر لن تأمن منهم  إذا هي ساقتها الأقدار للاختلاف معهم يوما ما .



وعليه فيمكن القول أن هذا التضامن و التآزر الذي رأيناها و هذا الادعاء بالحب للجزائر ، كله ادعاء كاذب لا قيمة له ، لأنه من الأصل نابع من صراع سياسي مع الرجل ، أما الجزائر فلم تكن سوى قطعة وظفها هؤلاء في حربهم القذرة ضده ، حيث حاولوا استثمار الوطنية الجزائرية لخلق أزمة بين البلدين ، ولتشويه سمعة الرجل الدولية ، وهم الأمر المخزي و المعيب في ظل ذلك الترويج الكاذب للخبر ، ففي ظل تمسك هؤلاء بالخبر و نقله رغم تكذيبه ، يؤكد هؤلاء أنهم مارسوا التضليل في حق الشعب الجزائري من أجل مصالحهم ، فالصحافة التي استمرت في نشر الأباطيل رغم تكذيبها  ، إنما هي مارست الدعاية الكاذبة على الشعب ، وعليه فيمكننا القول هنا أن الجريمة الحقيقية لم يقم بها السيسي ، بل قامت بهذه هذه الإطراف العميلة و الكاذبة التي حاولت تضليل الرأي العام الجزائري لاختلاق أزمة لا وجود لها ، وعليه فالأحرى بالشعب الجزائري إذا أراد الذود على بلاده أن يبدأ بهذه الأطراف لأنها هي العدو الحقيقي وليس السيسي المجني عليه .


شكرا .

الخميس، 1 مايو 2014

بين عيد العمال وعيد الحب .                        
                                 
 



  من "المنظور الديني الأصولي" وإذا قارنَّا بين عيد العمال وعيد الحب ، فيمكن القول أن كِلا العيدين يعتبران "بدعة" فكلاهما لا يجوز الاحتفال به لان الأعياد التي يحتفل بها "المسلم" هي عيد الفطر و عيد الأضحى فقط ، لكن ولو تلاحظون فمع أننا اليوم في عيد العمال فلا يبدو أن أحدا من الأصوليين اهتم بالتحذير منه أو من الاحتفال به كما جرت العادة مع عيد الحب مثلا  ؛ فهذا العيد اليوم يمر مرور الكرام في المقابل فعيد الحب وكما نعرف جميعا ، تحتشد له جميع القنوات و الفضائيات و الوعاظ ورجال الدين و أئمة المساجد في كل مكان و قبل أيام من حلوله للتحذير منه ومن  مخاطره  .. فلما يا ترى هذا الصمت على عيد العمال  ؟ ولما هذه الازدواجية في التعامل بينه و بين عيد الحب  رغم أن كلاهما مدانان من حيث المبدأ (أي كونهما بدعة ) ؟



ببساطة يمكن القول أن الجواب هو لان عيد العمال ليس عيد مشاعر ، فهذا العيد عيد عمومي (عن العمل ) و عليه فليس فيه الكثير مما يهم الأصولية ، لهذا و رغم انه ومن المنظور الأصولي بدعة لكن لا احد يلقي له بالا ، لكن عيد الحب فهو عيد مشاعر و عيد قيم إنسانية ،  وعليه  ومن هذا المنطلق تعارضه الأصولية فالمشاعر و الأحاسيس و المحبة من نواقص الأصولية  .



إن الأصولية في الواقع ورغم ما تدعيه أنها ضد الأعياد المحدثة لكونها "بدعة" إلا أن الواقع يقول العكس ، فالحقيقة أن الأصولية ليست ضد البدعة بما هي بدعة ، بل هي ضد البدعة التي تعارض مصالحها ، و عليه و بالنسبة لعيد الحب فهي تعارضه لأنه يضرب مصالحها في الصميم ، فعيد الحب عيد يقوم على تقديس المشاعر وإعلاء قيم الود و المحبة  ، في المقابل فالأصولية تقوم على أساس نشر الكراهية و العنف وبغض الآخرين ،  وعليه فهي ومن منطلق تناقض قيمها مع قيم عيد الحب تخوض حربها عليه ، فلو راج الحب بين الناس وشاعت المودة بينهم ، فإنهم بلا شك سيطلقون الحرب و الكراهية، ولو فعلوا لخسرت الأصولية و أباطرتها من الإرهابيين سبب وجودهم، وعليه فشيوع شعور نبيل كالحب بين الناس هو خطر رهيب لديهم .



 إذن من هنا وكما يتضح نفهم لماذا لا احد يهتم بعيد العمال ، بينما يتجند الجميع للحرب على عيد الحب ، فالأمر ببساطة أن الكراهية لا تعادي إلا نقضيها ، وعليه فالأصولية كانعكاس للكراهية و العنف و الإجرام لن تهتم بعيد كعيد العمال ، بقدر اهتمامها بمعارضة عيد كعيد الحب ، فهو يمثل كل القيم النبيلة المناقضة لقيمها .



شكرا .