الاثنين، 26 مايو 2014

عن الصحف الصفراء.

                                                                                                        
                                                                              




 بلا شك غالبيتكم طالع اليوم الصحف الجزائرية ، وغالبا و كما اعتقد جميعكم أيضا ربما لم يجد شيئا مثيرا فيها من إخبار ...عموما لهؤلاء انقل لكم هذا الخبر المثير و الذي كان يستحق أن تنقله كل الصحف الجزائرية وهذا هو نصه : في تطور خطير" لويزة حنون تهين الإسلام في بلد الإسلام ".

 "خرجت أمس وفي خرجه جريئة و مستفزة ، التروتسيكة المدعوة لويزة حنون لتتهجم على الإسلام و شريعة الإسلام في احد تجمعاتها ، حيث طالبت المدعوة لويزة حنون في إطار حديثها عن المشاورات مع القوى السياسية حول صياغة مسودة الدستور ، بإلغاء عقوبة الإعدام من القانون الجزائري وهو الأمر الذي يعد تطاولا صريحا على دين الإسلام وعلى شريعة الله ، فعقوبة الإعدام تعتبر حد من حدود الله ، و من يتعدى حدود الله فقد كفر . ويعتبر هذا الأمر ليس الأول أو "الأخير" من خرجات المدعوة لويزة حنون إتجاه الإسلام، حيث سبق وان طالبت في وقت سابق بالنص على فصل الدين عن الدولة في الدستور الجزائري في تحدي صريح لمشاعر المسلمين ، و اعتداء سافر على احد مقدساتهم .. انتهى       " .

 طبعا قد يتساءل البعض وبعد قراءة هذا الخبر عن من أين جئت به ، فهو لم يُذكر في أي صحيفة جزائرية أو يرد في موقع إخباري .. عموما و بالنسبة لهذا السؤال فردي ببساطة أني اخترعته ، اخترعته كما تُخترع الأخبار عادة في الصحافة الجزائرية ، حيث قمت بالاجتزاء من هنا وهناك مع إضافة بعد البهارات التهييجية كاستغلال التعصب الديني و سعار التأسلم وها هو الخبر كما ترون ؛ لكن و مع هذا فوجب التأكيد أن هذا الخبر ليس خبرا كاذبا رغم أنه خبر مخترع  ، حيث أنه و بالنسبة لواقعه أن السيدة لويزة حنون رفضت عقوبة الإعدام فهذا صحيح ، وقد جاء هذا في مقال للخبر عن نفس الموضوع (تجدونه هنا وعموما هذا رأيها تكرره دائما ) وهو ما يعني أن الخبر من حيث المبنى كامل الأركان ، رغم انه خبر مخترع  ، اما لمن يسأل عن المغزى من هذا الحديث ؟ .. فالمغزى ببساطة هو محاولة شرح طريقة اختراع الأخبار الصفراء ، ففي الجزائر أو في كل العالم "الخبر هو الخبر" ، لكن ما يجعل الخبر "خبرا اصفرا" فهي طريقة صياغته ، فمثلا ما قامت جريدة الخبر كان نقل عادي للخبر بدون تهريج ، لكن صحف أخرى تستطيع القيام بما قمت به ، وهو ان تخترع  قضية من لا شيء و تكبرها وتنفخها ، وهي بلا شك ستجد متتبعين لها من عموم الغوغاء التي تفضل هذا النوع من المواضيع  بحيث تكبر القضية ، وهنا و ردا على من قد يقول : "ومن قال أن هذا خبر اصفر ، فهذا الخبر هو خبر مهم لأنه يتحدث عن تطاول عن الإسلام " فردي هو  انه ورغم هذا ، فهذا لا يمنع انه خبر اصفر ، فهذا النقل الذي صيغ به الخبر نقل خالي من الموضوعية وهذا هو جوهر الأخبار الصفراء ، فمثلا لو كان الخبر يريد مراعاة الموضوعية و المهنية لأنكر أساس قياما دولة اسمها الجزائر ، وليس فقط قيام لوزة حنون بطلب إلغاء عقوبة الإعدام ، لأنه ومن الناحية الموضوعية فلولا وجود الدولة الجزائرية التي خرجت عن دولة الخلافة الإسلامية ، والتي لم تطبق شرع الله  والتي سمحت بإنشاء الأحزاب و التي سمحت لسيدة تروتسكية أن تقود حزب خلافا لمنع المرأة من العمل كما يرى الإسلام ، لما كان وصل الحال لان تقول تلك السيدة هذا الكلام ، لهذا فإذا كان هناك موضوعية لكان الرفض هو للدولة الجزائرية من الأساس ، وليس أن نجتزئ جزء متعلق بتهجم لويزة حنون عن الإسلام لنستثمر فيه و نغفل كل الباقي ،  وهنا طبعا فواضح أن من ينشر من قبيل هذه الأخبار لا يهمه الدفاع عن قضيته (أي الدفاع عن الإسلام كما يزعم) بل ما يهمه هو مجرد تهييج الغوغاء و جعلها تشتري نسخا أكثر من صحيفته ، فالصحافة الصفراء هي الصحافة التي تستغل الفضائح و المواضيع الجنسية و قصص الدجل و الشعوذة كأخبار لها ، عدى طبعا بهارات التحريض الطائفي و التعصب الديني لمزيد من الترويج  ، وبهذا الأسلوب تحصل  هذه الصحف على الكثير من الرواج و بيع النسخ ، وغلبا طبعا صحف كهذه تتعمد البعد عن الموضوعية والمهنية و الارتقاء بالوعي العام ، لان مثل هذه الأمور تناقض مصالحها ، لهذا فهذه الصحف دائما ما تلجئ لنشر الجهل و المساعدة على تفشيه  هو  و التعصب و الخرافة ، فمع ازدياد أعداد الغوغاء (أي الجماعات اللاعقلانية التي تفتقد للحس النقدي و تقودها روح القطيع ) كلما كانت أرباح تلك الصحف أكثر و أكثر .


 


ومنه وكما نرى فصناعة الخبر الأصفر ليست بالصعوبة التي نتخيل ، فيمكن لأي خبر أن يكون خبرا اصفر ( رجل يطرد 1000 جني ) ، ( المسلسلات التركية تدمر الأخلاق ) ، (طفلة تخرج الشعر من فمها ) إلخ من هذا الهراء ، و طبعا وفي ظل وجود الغوغاء ، فيتم النفخ في هذه الهلاوس وتصبح قضية رأي عام ، وفي النهاية لا يكون سوى الشعب هو الضحية لكونه مستباحا من صعاليك التهريج الإعلامي الذين ينخرون وعيه بهذه القاذورات الإخبارية .



شكرا .


هناك تعليق واحد:

  1. لقد حاول أبوجهل إهانة الإسلام في مكة ولم يفلح وهو في جهنم ..وبيس القرار...
    الإسلام بقي وانتشر ..وأبولهب وأبو جهل والوليد وعتبة وعقبة ومن معهم خسر..والإسلام انتصر..

    ردحذف