الخميس، 1 مايو 2014

بين عيد العمال وعيد الحب .                        
                                 
 



  من "المنظور الديني الأصولي" وإذا قارنَّا بين عيد العمال وعيد الحب ، فيمكن القول أن كِلا العيدين يعتبران "بدعة" فكلاهما لا يجوز الاحتفال به لان الأعياد التي يحتفل بها "المسلم" هي عيد الفطر و عيد الأضحى فقط ، لكن ولو تلاحظون فمع أننا اليوم في عيد العمال فلا يبدو أن أحدا من الأصوليين اهتم بالتحذير منه أو من الاحتفال به كما جرت العادة مع عيد الحب مثلا  ؛ فهذا العيد اليوم يمر مرور الكرام في المقابل فعيد الحب وكما نعرف جميعا ، تحتشد له جميع القنوات و الفضائيات و الوعاظ ورجال الدين و أئمة المساجد في كل مكان و قبل أيام من حلوله للتحذير منه ومن  مخاطره  .. فلما يا ترى هذا الصمت على عيد العمال  ؟ ولما هذه الازدواجية في التعامل بينه و بين عيد الحب  رغم أن كلاهما مدانان من حيث المبدأ (أي كونهما بدعة ) ؟



ببساطة يمكن القول أن الجواب هو لان عيد العمال ليس عيد مشاعر ، فهذا العيد عيد عمومي (عن العمل ) و عليه فليس فيه الكثير مما يهم الأصولية ، لهذا و رغم انه ومن المنظور الأصولي بدعة لكن لا احد يلقي له بالا ، لكن عيد الحب فهو عيد مشاعر و عيد قيم إنسانية ،  وعليه  ومن هذا المنطلق تعارضه الأصولية فالمشاعر و الأحاسيس و المحبة من نواقص الأصولية  .



إن الأصولية في الواقع ورغم ما تدعيه أنها ضد الأعياد المحدثة لكونها "بدعة" إلا أن الواقع يقول العكس ، فالحقيقة أن الأصولية ليست ضد البدعة بما هي بدعة ، بل هي ضد البدعة التي تعارض مصالحها ، و عليه و بالنسبة لعيد الحب فهي تعارضه لأنه يضرب مصالحها في الصميم ، فعيد الحب عيد يقوم على تقديس المشاعر وإعلاء قيم الود و المحبة  ، في المقابل فالأصولية تقوم على أساس نشر الكراهية و العنف وبغض الآخرين ،  وعليه فهي ومن منطلق تناقض قيمها مع قيم عيد الحب تخوض حربها عليه ، فلو راج الحب بين الناس وشاعت المودة بينهم ، فإنهم بلا شك سيطلقون الحرب و الكراهية، ولو فعلوا لخسرت الأصولية و أباطرتها من الإرهابيين سبب وجودهم، وعليه فشيوع شعور نبيل كالحب بين الناس هو خطر رهيب لديهم .



 إذن من هنا وكما يتضح نفهم لماذا لا احد يهتم بعيد العمال ، بينما يتجند الجميع للحرب على عيد الحب ، فالأمر ببساطة أن الكراهية لا تعادي إلا نقضيها ، وعليه فالأصولية كانعكاس للكراهية و العنف و الإجرام لن تهتم بعيد كعيد العمال ، بقدر اهتمامها بمعارضة عيد كعيد الحب ، فهو يمثل كل القيم النبيلة المناقضة لقيمها .



شكرا .


هناك تعليقان (2):

  1. سلام

    أختلف معك في الرأي يا أخي ، برأيي أن الأصوليين يحاربون عيد الحب ليس فقط بسبب كونه بدعة ، بل أيضا بسبب ارتباطه بالقسيس فالنتين وقصته مع حبيبته ، وما يدور في فلك هذه القصة من طقوس وثنية وخلاعة و مجون -حسب تصوراتهم هم لا أنا- على خلاف عيد العمال المنزه عن هذه الأمور ، يعني أنت تعرف طريقة تفكيرهم ، وعدائهم الشديد للعشق و لكل ما يمس الوجدان وحتى قيم الجمال والحق و الخير
    أنا حقا حائرة في هؤلاء !!! تصور مرة كنت بصدد تسجيل نفسي في أحد المنتديات وأثناء قرائتي لشروط الانتساب ، وعند وصولي لشروط اختياراسم المستخدم تفاجئت بقائمة طويلة من الممنوعات ، مع التشديد على منع أي اسم يشتبه أن يكون له علاقة بالحب والغرام ومشتقاته ومترادفاته ، كأنه فيروس خطير يخشون عدواه ، لكن و على العكس من ذلك يتباهون بأسماء ذات مدلولات عنيفة ودموية كالسيف البتار وقذاف الدم و المدمر الخ ، طبعا لم لا ؟ ألا تعكس هذه الأسماء طبيعتهم المتوحشة والمتعطشة للدماء

    شكرا على المقال

    مودتي

    ردحذف
  2. تحية اختي الكريمة

    هي عن نفسي فانا لم اقل انهم ضد عيد الحب لانه بدعه ، فهذا مجرد ذريعة يتخذونها ، بل وايضا انه يكونوا ضده بسبب القديس فالنتاين ، بل الامر هو لانه عيد وكما قلت يقدس المشاعر ، و يقدس قيمة الحب ، وطبعا الاصليون وكمجموعات اجرامية همجية فهم ضد المشاعر النبيلة لان الحب ضد الحرب ...و قد اشرت للامر مشكورة انهم ضد الاسماء المعبرة عن العشق و الغرام ،فيما يحبون اسامي الدم و الاجرام ..فالمجرم لا يستلذ الا الاجرام

    شكرا على المرور العطر

    ردحذف