الاثنين، 12 مايو 2014

"بوكو-حرام" الجلاد و الضحية .

زعيم بوكوحرام "أبوبكر شكوى" يتساءل..


  ظاهريا بلا شك قد تبدو جماعة بوكو-حرام هي الجلاد في مسألة خطف الفتيات في نيجيريا ، فهي العنصر الفاعل و المنفذ لهذه الجريمة ، لكن الواقع انه ورغم هذا فالجلاد الحقيقي ليست جماعة بوكو-حرام إذا نظرنا للأمر بنظرة أعمق ، بل الجلاد هو من روج و من اخترع الأفكار التي تسير عليها بوكو-حرام ، فهذا هو المجرم الحقيقي.



إننا إذا نظرنا إلى ما تقوم به بوكو-حرام من أفعال فلا يمكننا القول إلا أنها تفعل كل ما يتم ترويجه من أفكار في الوسط الإسلامي ، فسواء الجهاد أو الاسترقاق أو الإرهاب ، فهي جميعا أفكار يتم تدريسها في المناهج الدينية الإسلامية ويتم الدعوة لتطبيقها على أنها الحل لصلاح العالم ، فلماذا تدان بوكو-حرام حين تطبقها ، ولا يدان الآخرون الذي أطلقوها ؟ ، و على سبيل المثال وحول هذا الأمر (أي جريمة الاسترقاق التي أثارت اللغط)، فنحن نجد مثلا فتوى لشيخ بالغ التوقير في العالم الإسلامي وهو "الشيخ الحويني"  يدعوا علانية لان الحل للفقر في بلاد الإسلام هو الجهاد ، وان على المسلم أن يغزو و أن يسترق بعض الجواري لبيعهن و الاسترزاق بثمنهن ، فلماذا تدان جماعة بوكو-حرام على تطبيقها لكلام الرجل ، ولا يدان الرجل الذي أفتى بذلك الأمر ؟  ثم المشكلة الأكبر رغم كل ما سبق ، أن هذا الكلام ليس مجرد شطحات لجماعات متطرفة يمكن القول أنها معزولة ، بل الأمر متعلق بجميع التيارات الإسلامية و المعاهد الدينية بكل الأصناف حتى تلك التي تدعي الاعتدال ، فعلى سبيل المثال طرح على الأزهر ( أو قلعة الوسطية كما يحب أن يسمى ) في فترة سابقة فكرة إلغاء فقه الرق من المناهج التعليمة لكونه فقها تجاوزه الزمن ، لكن الأزهر للأسف رفض الأمر و أصر أنها لا بد أن تظل هذه المناهج  تدرس لكي يبقى معلوما كيف يتم التعامل مع الرق حال أن يعود ، وهو ما يعني في الواقع انه حتى المعتدلون لا يعارضون الاسترقاق و الإرهاب من حيث المبدأ ، بل هم يرون انه ليس المجال الآن لتطبيقه  لان المسلمين بنظرهم في حالت ضعف ليفرضوا منطقهم ؛ لكن طبعا لو عادت القوة لهم و الغلبة لعاد الاسترقاق و الإرهاب ،و لكانت أفعال بوكو-حرام لا تجد الإدانة كما الآن خجلا أمام العالم القوي ، بل هي ستجد المباركة و التهليل .



إذن وكما نلاحظ فأصل الجريمة ليس نابعا من بوكو-حرام  أو من التطرف في الدين ،  بل الأمر نابع من مناهج دينية لم تخرج إلى الآن من عصور الهمجية ،  لهذا  فحتى لو أدن البعض جماعة بوكو-حرام فالأمر لن ينتهي ، لان بوكو-حرام مجرد نتيجة ، وهي كما جل الإرهابيين من الشباب المسلم مجرد ضحايا للفكر الهمجي الذي يتم تدريسه ، وعليه فلا يمكن القول أن هؤلاء هم الجلادون رغم إجرامهم ، لأنههم في الواقع مجرد أدوات للجلاد الحقيقي وهي الجهات الراعية للفكر الإجرامي الذي يصنع هؤلاء الوحوش ، فهذا الفكر هو المعني بكل الجرائم التي تطال الإنسانية ، وفي ظل أن لا احد يريد علاجه بدل الأعراض التي ينتجها  فبلا شك ستستمر الأفعال الهمجية من قبل بوكو-حرام وغير بوكو-حرام .



شكرا .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق