الخميس، 24 أبريل 2014

 حتى الأزهار لم تسلم  .                            
                             



 بلا شك قد يستغرب البعض لو قلنا أن السلفية هي نوع من الجنون ، فالمفروض أن هذا مذهب فكري له أصوله و قواعده ، لكن الحقيقة أن هذا هو التوصيف الدقيق للسلفية (و الأصولية بشكل عام ) ، فالسلفية اقرب لحالة المرض النفسي من كونها مذهبا فكريا ، أو لنقل بمعنى أدق هي مذهب فكري لا يؤمن به غير المرضى النفسيين  ، وكدليل على هذا يمكن مشاهدة الفيديو أعلاه والذي تقوم فيه إحدى الأخوات السلفيات بطلب إعدام زهرة عباد الشمس  بزعم أنه زهرة كافرة لأنها تعبد الشمس ، وهنا لو نلاحظ فهذا المنطق الذي ينتهي بإنسان لطلب إعدام زهرة بإسم الكفر ، لا يمكن فهمه إلا في إطار أنه نوع من أنواع الجنون ، فوحده الجنون المطلق هو ما يؤدي لإنسان للتفكير في تكفير زهرة .



 طبعا قد يقول البعض هنا أن هذه الحالة حاله خاصة ، وهذا صحيح ، لكنه مع هذا فهذه الحالة تعبر عن مناخ عام لدى السلفية من التأزم النفسي ، فمثلا نحن نجد في إحدى الفتاوى السلفية فتوى للشيخ السلفي العثيمين يدعو فيها لإلغاء تسمية عباد الشمس بإسم عباد الشمس ، ويطرح بدل منها تسمية دوار الشمس *، وهذا في الواقع إن دل  فيدل على حالة الارتباك النفسي الذي يعيشه السلفي ، فالسلفي كائن ملغي للأخر ، وكائن معزول في قوقعة ذهنية تدعى الفرقة الناجية ،  وعليه فهو لا يتخيل العالم إلا بمفهوم أنا  وفقط ، و عليه فحتى زهرة عباد الشمس يمكنه أن يكفرها إذا أحسن أنها تختلف عنه  .



من هنا إذن نفهم أن حال التكفير الحاد و الرفض السلفي لكل ما هو (آخر) فهذه الحالة ما هي إلا نوع من أنواع المرضي النفسي ، فالسلفي لا يتقبل إلا ما كان هو ، فلكونه كائن يؤمن بامتلاكه للحقيقة المطلقة ، ولكونه يعتبر نفسه مركز الكون  فهو إذن لا يتصور انه يمكن أن يوجد آخر غيره ، فالأخر ببساطة لا معنى له في ظل كونه باطلا ، وعليه فالعالم هو السلفية وفقط ، أما مادون ذلك فليس له معنى ، و هنا ولو نلاحظ فهذا بالتحديد حال المجنون الذي يرى في كل العالم بطلا  لأنه لا يتماشى مع قيم الجنون ، فالجنون أو المرض النفسي هو نوع من الصراع مع الواقع ، حيث وحين يفقد الإنسان القدرة على التعامل مع المحيط ، يتأزم نفسيا ويبد في بناء عالمه الوهمي  ، وكذلك حال السلفي ، فالسلفي و لكون الحقيقة و الواقع تخالفانه ، فهو يخلق عالمه الخاص الذي فيه كل ما يخالفه بطالا .. باطلا حتى لو كانت زهرة .



_________________________________________



* السؤال: ما حكم تسمية بعض الزهور بـ: "عباد الشمس" لأنه يستقبل الشمس عند الشروق والغروب؟ .. الإجابة:  هذا لا يجوز لأن الأشجار لا تعبد الشمس، إنما تعبد الله عز وجل كما قال الله تعالى}: ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس{، وإنما يقال عبارة أخرى ليس فيها ذكر العبودية كمراقبة الشمس، ونحو ذلك من العبارات.


مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثالث - باب المناهي اللفظية .





شكرا .




هناك تعليقان (2):

  1. بهذا المنطق سيتم تكفيركل الكواكب و النجوم و الأزهار و الكثير من الأشياء التي تحممل أسماء مستمدة من الميثولوجيا القديمة ؟
    كمسحوق التنظيف إزيس ، و مستحضرات فينوس و برنامج المعلوماتية دلفي ، والمستحضرات الطبية والكثيرالكثير من المنتجات الأخرى

    ردحذف
  2. ربما فقط تلك الامور لم نرى لها اسئلة للاستفتاء عليها ، فالمؤكد لدي انه لو استفتى احدهم حول شرعية تلك الاسماء ، لتم تأثيم النطق بها ههههه

    تحياتي .

    ردحذف