السبت، 12 أبريل 2014

إصطناع الوطنية على ظهر السلطة الفاسدة .


       
                                   


  لا شك أن سلطة بوتفليقة و بشكلها الحالي قد باتت سلطة تدعوا لأن تعارض ، ففي ظل قضايا الفساد و الإهدار للمال العام التي كشفت لها فإنها تدفع أي كان بمعارضتها ، لكن ومع هذا فيبقى السؤال : هل كل معارض لسلطة بوتفليقة  إنسان وطني ؟  وهل كل  سياسي يدعوا لإسقاطها أفضل منها ؟ .


 في الواقع وفي ظل ما نرى فالجواب بتأكيد هو " لا "، فاليوم الكثيرون ممن يعارضون بوتفليقة يستعملون معارضتهم لسلطته لتلميع سمعتهم فقط ، ومن المتابعة لخلفيات هؤلاء نجد أن كثير منهم هم إرهابيون سابقوا وحاليون ، عدى الخونة و العملاء و الكثير من أصاحب البرامج الشمولية فيهم ؛ و طبعا هؤلاء لا يمكن توقع أن يكون همهم هو الشعب أو مصالحه ، لهذا فهذا الحفل  المعارض  لبوتفليقة و سلطته  الذي يؤمه الآن كثيرون ، لا يعني بالضرورة انه تجمع وطني معارض (طبعا لابد فيه معارضون وطنيون ) ، بل كل الأمر أنه مجرد مهرجان تصاد فيه الفرص للظهور بمظهر أفضل أمام الشعب ممن تلطخت سمعتهم بالإرهاب و العمالة  ، وعليه  فيمكننا القول أن مهرجان المعارضة هذا لا يحمل ولا يفيد الجزائر وشعبها بأي شيء ، لأنه مجرد حالة من تبادل الأدوار حيث يحاول البعض  استبدال الفساد ، بمشاريع أبشع و أسوء و أنكى  .


 بالمختصر ما يحصل حاليا مع سلطة بوتفليقة أن ضعفها قد جعلها اوهن من الرد على أي خطاب  ، وعليه فاليوم كل سياسي رخيص جاء ليتعلم فيها الكلام  ،  لكن طبعا وإذا  كانت سلطة بوتفليقة عاجزة عن الرد على أطروحات هؤلاء ، فالشعب بالتأكيد لن يسكت ، فلا يعني أن سلطة بوتفليقة فاسدة انه بات يمكن قبول الأسوأ منها لكي تتكلم ، ثم  لا يعني طبعا أن سلطة بوتفليقة سلطة فاسدة ، أنه بات يمكن قبول أن يتم إدعاء الوطنية بذريعتها من الإرهابيين و الخونة ، فمهما يكن يظل الفساد من حاكم أهون من العمالة و الإرهاب . 


شكرا .

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق