الأربعاء، 25 يونيو 2014

هل سيعيد التاريخ نفسه في الجزائر .

إن التاريخ لا يعيد نفسه ؛ ولكن الأغبياء يكررون أخطاءهم !


  حين نتابع ما يقوم به السيد عبد المجيد مناصرة من تحركات ضد المادة 31 مكرر من مسودة التعديلات الدستورية المزمع إقرارها ، و التصريحات التي يقوم بإطلاقها هناك وهناك باسم الإسلام و الكفر، فحقيقة لا يسعنا إلا أن نسال" هل الجزائر مقبلة على تكرار أخطاءها التي ارتكبتها قبل عقود لتعيش نفس المصير المؤلم الذي عاشته في العشرية ؟ " فنحن ولو رجعنا للسنوات التي أسست للعشرية السوداء وتحديدا ذلك الحراك الذي قاده الإسلاميون سنة 1982 ضد الدولة باسم المرأة و الشريعة ، لأمكننا القول انه نفس السيناريو يتم تكراره اليوم على يد السيد مناصرة وأزلامه ، فكما خرج شيوخ الفيس سنة 82 لتحذير الدولة من أي نوع من أنواع منح المرأة حقوقها 1الإنسانية ، فها نحن نعيش نفس الأمر حيث يقوم السيد مناصرة  (وهو وريث خطاب الفيس و عراب الدفاع عنه اليوم ) بتكرار نفس ذلك الخطاب الذي قيل حينها لمنع المرأة الجزائرية من حقوقها الشرعية تحث ذريعة الدين و الهوية الخ . ، وهو ما يوحي لنا بأن النتائج سوف لن تكون إلا كما جرى من قبل من إرهاب ودمار ، لأن نفس المقدمات تعني بالضرورة نفس النتائج ، وفي ظل أن تلك الفترة قد عرفت ظهور حركات الإرهاب الإسلامي  2 التي أودت بالجزائر ، فغالبا فالجزائر اليوم مقبلة على نفسه السيناريو ، خاصة و انه وحتى بالنسبة للسلطة كطرف مضاد ، فهي تكرر نفس الأخطاء التي وقعت فيها سابقا ، فلا فرق اليوم بين التسامح البوتفليقي مع الإرهابيين باسم  المصالحة ، و بين التساهل من  الشاذلي معهم في الثمانينات ، فالرئيس بوتفليقة يعتقد أنهم قوم يمكن التصالح معهم ، و الشاذلي سابقا اعتقد أنهم قوم يمكن إدارتهم، لكن طبعا و كما تبت تاريخيا فالإسلاميون لا يمكن أن يتوبوا عن أفكارهم الإرهابية و لا أن يغيروها ، وعليه فقد كان أن الشاذلي انتهى به المطاف لتدمير الجزائر رغم سعي الجيش الحثيث لحماية البلاد بعده ، فهل نتوقع أن الجزائر سينتهي بها الحال إلى نفس ما جرى سابقا ، أم أن الشعب الجزائري وقيادته سيتفطنون لهذا المصير المشؤوم الذي نخطو بخطى حثيثة إليه ، و يمنعوا الأغبياء من أن يجعلونا نكرر التاريخ  ؟ .
 ________________________________________
 1 ) بعض البنود من الاعتراضات التي رفعها شيوخ الفيس "لاحقا" للرئيس الشاذلي سنة 1982 كأحمد سحنون ، وعبسي مدني ، وعبد اللطيف سلطاني  .

  • وجود عناصر في مختلف أجهزة الدولة معادية لديننا، متورطة في خدمة عدونا الأساسي، وعملية تنفيذ مخططاته الماكرة، الأمر الذي ساعد على إشاعة الفاحشة وضياع المهام والمسؤوليات على الدولة وغيرها..
  •   تعيين النساء والمشبوهين في سلك القضاء والشرطة وغياب حرية القضاء وعدم المساواة في الأحكام لهو هدم للعدالة التي لا أمن ولا استقرار بدونها..
  •  تعطيل حكم الله الذي كان نتيجة حتمية للغزو الاستعماري واحتلاله للبلاد الذي لم يعد له مبرر اليوم بعد عشرين سنة من الإستقلال فلا بد من إقامة العدل بين الناس بتطبيق شرع الله.
  •  تفكيك الأسرة والعمل على انحلالها وإرهاقها بالمعيشة الضنكة كانت سياسة بدأتها  فرنسا وبقيت تمارس حتى اليوم بالإضافة إلى محاولة وضعها على غير الشريعة الإسلامية تحت شعار نظام الأسرة.
  • الإختلاط المفروض في المؤسسات التربوية والإدارية والعمالية انعكست نتائجه السيئة على المردود التربوي والثقافي والإقتصادي والإجتماعي حتى صار يعطي مؤشرا خطيرا على سرعة الإنحدار الخلقي والحضاري.
  •  تسوية مفهوم الثقافة وحصره في المهرجانات الماجنة اللاأخلاقية عرقل النظام التربوي وحال دون توصله إلى إبراز المواهب والنبوغ والكفاءات التي تفتقر إليها البلاد للتخلص من الوضعية الثقافية المفروضة علينا .
  • إبعاد التربية الإسلامية وتفريغ الثقافة من المضمون الإسلامي زاد في تعميق الهوة واستمراريتها..
  • الحملة الإعلامية المسعورة للإعلام الأجنبي والوطني لاستعداء الدولة على الدعوة والصحوة التي تهدد مصالح الدوائر الإستعمارية في بلادنا .
  •   إطلاق سراح الذين اعتقلوا دفاعا عن أنفسهم ودينهم وكرامتهم .
  •  عقاب كل من يتعدى على كرامة أمتنا وعقيدتها وشريعتها وأخلاقها وفق الحدود الشرعية الإسلامية.

 2 ) تعتبر تلك الفترة أول فترة تعرف ظهور الأعمال الإرهابية في الجزائر، حيث قام الإسلامي الإرهابي مصطفي باويعلي ، (و هو الأب الروحي لكل التنظيمات الإسلامية لاحقا كالفيس ) بتأسيس أول تنظيم إسلامي مسلح مارس الإرهاب في الجزائر ، على غرار الهجوم على ثكنات الجيش في مدينة بوداواو بولاية بومرداس سنة 1982 أو الهجوم على بعض المؤسسات التابعة للجيش أيضا سنة 1985 .  أو  محاولة مهاجمته لكلية الشرطة في مدينة الصومعة بولاية البليدة سنة 1986 .

شكرا .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق