الأحد، 15 يونيو 2014

في حاجتنا لداعش و بوكو-حرام و مثيلاتها .



 بالنسبة للإنسان الواعي كما الشعب الواعي ، فإن تجارب الآخرين تكفي عنده ليتعلم منها ، فالشعب الواعي أو الإنسان الواعي لديه القدرة ليرى عواقب الأمور من تجارب الآخرين ، لكن بالنسبة للإنسان الجاهل ، أو للشعب المتخلف ، فإن هذا الأمر غير ممكن ، فهو يحتاج إلى أن يعيش التجارب المرة ليتعلم ( أي أن يتعلم بالطريقة الصعبة بالتجربة ) و عليه ومن هذا الباب الذي نتحدث فيه عن خطر الفاشية الدينية و الحكم بالشريعة وخلافه ، فربما الحل ليعلم الناس خطرها وعواقبها ليس تماما بالتوعية و محاولة التنوير بالكلمة ، فهذا الأمر غالبا لا يطال سوى فئات قليلة لديها الوعي ، بل الضروري ربما هو و ليتعلموا أن يذوقوا المرارات على غرار داعش و الإخوان وغيرها من الجماعات الإسلامية ، فهذه الطريقة هي الأمثل لمثل شعوبنا الـمُجَهَّلة لشرح خطورة الأمر لهم ، إن لم نقل أنها ربما تكون الوحيدة ، فمثلا لطالما كتب فرج فودة للمصريين وحذرهم من خطورة الإخوان و التيارات الأصولية ، لكن عبثا أن أستمع إليه احد رغم انه دفع حياته ثمنا لهذا ، في المقابل فسنة واحدة من حكم الإخوان كانت كافية لتغير أراء كثيرين في ما يسمى التيارات الإسلامية من النقيض إلى النقيض ، وربما لو استمر الحال أطول وتم تطبيق الشريعة على المصريين كما نادت تلك التيارات ، لكان الحال ربما امتد ليس لرفض التيارات الإسلامية فقط ، بل ورفض الحكم الديني أصلا الممثل في المادة الثانية  .

ومنه كما نرى فالواقع أن ما يحمي الشريعة و الإسلاميين من الناس اليوم هو جهل الناس بخباياهم لا أكثر ، وعليه كان للإسلاميين توجيه اللوم بأن التخلف و الانحطاط ناتج عن عدم تطبيق الشريعة وباقي الكلام الذي يروجوه ، لكن بالتأكيد لو تغير الحال ، و رأى الناس هذه الشريعة تطبق على الأرض ، لكانوا بلا شك كفروا بها كما كفر المصريون و الإيرانيون و السودانيون ..الخ فبعد التجربة تختلف الظروف حتى للجهلة ، وعليه فلنأمل إذن أن تتكاثر التنظيمات من قبيل داعش و بوكو-حرام  وغيرها و تحكم قبضتها على المسلمين ، فهكذا و حين توغل السكاكين في الرقاب و ينحدر الحال بالبلاد إلى العصور الهمجية ، فحينها فقط سيعلم حتى الجهلة من الناس حقيقة هذا المنهج الإجرامي الذي يتخيلونه ورديا وتكون نهاية الإظلام .

شكرا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق