السبت، 21 يونيو 2014

عن الدولة الدينية في الإسلام .



    من الفرضيات الخاطئة التي أشاعها الإسلاميون في السنوات الأخيرة حول مسالة الدين و الدولة في الإسلام ، هي الفرضية التي تقول أنه في الإسلام لا يوجد دولة دينية ، مدللين على هذا  الرأي بفكرة أنه لا يوجد في الإسلام سلطة دينية تمارس الحكم .. وهذا صحيح إلى حد ما ؛ لكن الواقع أن مفهوم الدولة الدينية لا يعني حكم رجال الدين المباشر فقط ، بل يشمل الأمر أيضا وجود سلطة دينية غير مباشرة على غرار سلطة التصور الديني التي تمارس دور الرقيب على أداء الدولة ، فالدولة الدينية لا تعني فقط حكم رجال الدين المباشر ، بل وتعني أيضا حكمهم من خلف الستار كالهيئات الدينية التي يتم الرجوع إليها في كل صغيرة وكبيرة من أمور الحكم ، وعليه فلا يمكن القول أنه وفي ظل غياب السلطة الدينية المباشرة في الإسلام أن الدولة الدينية غائبة ، فالواقع أن وجود هيئات للإفتاء و انحياز الدولة نحو إلزامية أن لا تخالف القوانين في الدولة ما تنص عليه الشريعة يعني أن لدينا دولا دينية بكل ما تعني الكلمة من معنى  ، ومنه فالحديث من الإسلاميين عن غياب مفهوم الدولة الدينية في الإسلام السني  ( في الإسلام السني لأن الشيعي يعرف سلطة رجل الدين المباشرة بما يعرف بولاية الفقه )  لغياب الحكم المباشر لرجال الدين فهو  مجرد أمر تضليلي ، لأنه في التاريخ الإسلامي فكل الدول التي قامت هي دول دينية ، وهذا لكونها تحوي تشريعات لا تخضع للمصلحة العامة ورأي الشعب الذي يؤسس للدولة المدنية ، بل هي تخضع للتصور الديني الذي يقيم الدولة على مسالة الدين ، ومنه فالحديث الذي لا ينفك من الإسلاميين عن الدولة المدنية بمرجعية دينية ، فهو لا يعدوا كونه تعلاب لفظي لان الدولة الدينية ، هذي ذاتها الدولة ذات المرجعية الدينية .

شكرا
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق