الجمعة، 20 يونيو 2014

المرأة الجزائرية بين المواطنة و نصف المواطنة.

مناصرة لحظة الإعلان عن رفضه لمقترح المادة 31 مكرر

( ردا على عودة السيد عبد المجيد مناصرة للحديث حول مسالة المرأة و المساواة في مسودة تعديلات الدستور الجزائري ، ومحاولته لتعطيلها  )
 مهما يكن المبرر الذي يستند إليه الدين في لامساواته بين المرأة و الرجل كما يرى "البعض"، فإنه وفي إطار الدولة الجزائرية فالمفروض أن المرأة هي مواطن له كامل الحقوق وعليه كامل الواجبات ، حيث ووفق الدستور "تستهدف المؤسسات الوطنية ضمان مساواة كل المواطنين والمواطنات في الحقوق والواجبات بإزالة العقبات التي تعوق تفتح شخصية الإنسان، وتحول دون مشاركة الجميع الفعلية في الحياة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية." (المادة 31 ) و منه فالمرأة في الجزائر ووفق الدستور تعتبر مساوية للرجل في المسائل القانونية و المعيشية والتي يمكن اعتبار التعديل الدستوري المزمع إجراءه و الخاص بالمادة 31 مكرر الذي ينص على أن (تعمل الدولة على تجسيد المناصفة بين الرجل والمرأة كغاية قصوى، وكعامل لتحقيق ترقية المرأة، وازدهار الأسرة، وتلاحم المجتمع وتطوره." )  ما هو إلا محاولة للاستجابة لهذا الأمر و تكميله ، خاصة في إطار المادة السابقة التي كانت تقول  (و تعمل الدولة على ترقية الحقوق السياسية للمرأة بتوسيع حظوظ تمثيلها في المجالس المنتخبة و يحدد قانون عضوي كيفيات تطبيق هذه المادة)  وعليه و بالنظر لما تقدم فما خرج علينا به السيد مناصرة من تصريحات ضد نص هذه المادة بالدعوة إلى "ضرورة إلغاء النص الغامض حول المناصفة بين الرجل و المرأة في القضايا الأسرية و الإجتماعية"باعتباره – كما قال – “مخالفا للإسلام” ، فهذا يعتبر اعتداء صارخ في حق المرأة ، وفي حق الدستور ، فكيف يصح لحزب معتمد رسميا أن يبني برنامجه السياسي على أساس التمييز على أساس الجنسي و الدستور صراحة ينص أن (كل المواطنين سواسية أمام القانون. ولا يمكن أن يُتذرّع بأي تمييز يعود سببه إلى المولد، أو العرق، أو الجنس، أو الرأي، أو أي شرط أو ظرف آخر، شخصي أو اجتماعي)  (المادة29 ) ، بل و أن نراه يضيف لهذا مسالة حشر الدين في السياسية و هو الذي يمنعه الدستور أيضا بنص المادة 42 التي تقول  ( لا يجوز تأسيس الأحزاب السياسية على أساس ديني أو لغوي أو عرقي أو جنسي أو مهني أو جهوي. ولا يجوز للأحزاب السياسية اللجوء إلى الدعاية الحزبية التي تقوم على العناصر المبينة في الفقرة السابقة  )  فهل يستقيم أن نرى حزبا يعمل في إطار شرعي وقانوني بينما برنامجه هو هدم للشرعية وللقانون ؟ فأين الدولة و أين القانون من هذا ، ثم أين دور المرأة الجزائرية هنا في الدفاع عن حقوقها وهي المسالة الأهم ، فهل المرأة الجزائرية وبسكوتها هذا تؤيد هذا الكلام ؟ أم هي ربما تعتمد على رئيس الجمهورية ليكون نصيرا لها في هذا الأمر ، لأنه و على الأقل إذا كانت المرأة عموما راضية بهذا (وهذا مستبعد بنظري ) فلتعلم أن هذا الأمر إذا ، فهو  ليس سوى البداية لمشوار طويل من التجاوزات قد تعيدها لعصر الحريم ؛ أما إذا كان الأمر هو اعتمادا على السيد رئيس الجمهورية ، فبلا شك فالرئيس لن يكون هو الضمانة لحقوق المرأة إذا لم تكن المرأة نفسها هي الضمان ، فالرئيس زائل في النهاية ، لهذا فقد وجب على المرأة الجزائرية الخروج للاعتراض على هذا الاعتداء بحقها اليوم قبل الغد ، أو هي بلا شك ستسلم نفسها للمناصرة و زمرته ليعيدوها لعصر الحريم و العورة و النصف إنسان ، وهو الحال الذي ينتظر كل سيدة تستهزئ بهذه التحركات التي تبدو طفيفة فكما يقال فعظيم النار من اصغر الشرر .


شكرا .




هناك 13 تعليقًا:

  1. اعتقد ان كاتب المقال نسي ان الاسلام دين الدولة وان اي مساواة بين الرجل والمراة تكون في اطار المبادئ الاسلامية

    ردحذف
    الردود
    1. اهلا الاخ عبد الرحمان ، واهلا بأعضاء حزب جبهة التغيير

      بخصوص هذا الرد و مسالة الاسلام دين الدولة فاتمنى تنتظر مني كتابة مقال عن الامر ، لاني كنت في وارد هذا قبلا .

      تشكر

      حذف
  2. ان كاتب المقال وكالعادة لا يظهر اسمه لانه كالعادة من يريد ضرب القيم والمبادئ يتخفى كما ان المقال يحمل تناقضات وفوضى فكرية وقيمية حيث ان الكاتب لا يفرق بين من يؤسس حزب قانونا وبين الدفاع عن القيم وعن الانتماء للدين الاسلامي، ان كاتب المقال لا يميز بين المساواة التي تقتضي العدل والانصاف وان مادة المناصفة هي ظلم للمرأة وتراجع عن الكثير من حقوقها التي ستحرمها منها مادة المناصفة، أم ان كاتب المقال أصبح كل ما يهمه هو ارضاء الاسياد واتقان العبودية للغرب او بالأحرى للممولين الذين يدفعون لكل من تبنى هدم القيم والمجتمعات وانني اتحدى كاتب المقال ان يبين من هو ويظهر لنا للنقاش والمناظرة،

    ردحذف
    الردود
    1. بداية لا ادري اخي حاجتك لمعرفة ا سمي ، فالمهم الفكرة ، ثم هذه المدونة ليست مفتوحة لدوافع الشهرة اخي الكريم ، بل هي مدونة هدفها التنوير ، تنوير الراي العام الجزائري من قوى الظلام التي تتسلسل بهدوء لحجب الشمس عنه في بلاده ،

      اما عن كلامك عن التناقض الفكري ، فانا اتمنى لو فصلت اكثر ، لانك مثلا حين تتحدث عن المساواة التي تقتضي الانصاف ، فأنت تناقض نفسك حين تجعلها مناقضة للمناصفة ، فما الانصاف الى مصلح نابع من المناصفة ، التي تعني المساواة ، التي هي معيار العدالة ، والتي عليها خترع الميزان .

      اخيرا وحول المناضرة فشخصيا لا حاجة لي ، بها ، لكن لك ان تعلق هنا في المدونة ، وهي مفتوحة لك و لتعليقاتك ، و تأكد انه لن يطول كلامك اي حجب .

      تشكر اخي

      حذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  4. هل حسب الكاتب المجهول ان من يؤسس حزب في الجزائر يتخلى عن القيم ويكفر بالاسلام، هل يقصد الكاتب المجهول صاحب الأفكار المجهولة ان من يدافع على حقوق المرأة من منظور القيم الاسلامية التي تصون حقوق المرأة في ظل القيم والمساواة الانسانية هو خارج عن القانون. هل يعلم ان المناصفة تتعارض مع المساواة، فالمساواة هي العدل والانصاف بينما المناصفة هي مصطلح غربي ابتدعته النسوية المتطرفة التي تكفر بالأخلاق وتكفر بالقيم وتكفر بكل الأديان وتستنكر الفطرة الانسانية،
    المناصفة عندهم تعني التماثل المطلق بدون قيد ولا عدل ولا إنصاف بين الجنسين وهو تعريض الأسرة للانهيار
    ويبقى حق المرأة الجزائرية المسلمة ان تتزوج بغير المسلم،
     حق الأطفال إناثا وذكورا اختيار جنسهم أي الطفل يختار  أن يكون ذكر أو أنثى في نمط الحياة (تطبيقا لمقاربة الجندر)
     تبني مقاربة الجندر رسميا التي تتعارض مع الفطرة الإنسانية ناهيك عن كل الشرائع السماوية
     إلغاء واجب دور الأمومة والأبوة عن كل من المرأة والرجل مما يتسبب في خلل توازن الأسرة
     إلغاء تكامل الأدوار الأسرية بين الأم والأب وبالتالي خلق صراعات مبنية على الجنس والندية
     اعتبار الأسرة بمفهومها الفطرية الإنساني السليم سجن المرأة ومن هنا ضياع اقوي حصن اجتماعي للمرأة والرجل والطفل ومن ثمة المجتمع والدولة
     إطلاق حريات الممارسات الجنسية خارج إطار الزواج
     تبني منظومة تربوية وثقافية تتنافى مع القيم الاجتماعية والإسلامية والتي نسعى لتربية نشر جديد لا يعرف لا انتماء حضاري ولا ديني ولا حتى إنساني

    ردحذف
    الردود
    1. عذرا الاخت عائشة ، لكن ارى انك تخترعين اشياء لا وجود لها ، فمن قال ان المناصفة تلغي التكامل ، بالعكس المناصفة تعزز التكامل ، لانه وحين يكون لكل فرد دوره بدون تحميله ما لا يجب عليه ، ستصبح الامور اسهل ، وليس كما نرى الان حيث كل الويلات تصب على راس المراة ، والرجل متنعم بالملذات (عموما هو كلام لا يفهمه المتاسلم )

      اماو حول الحزب ، فأفترض شخصيا انك اعلم مني بان حزبكم مخالف للدستور لوكنه حزب اسلامي اخواني ، فمانصرة اخواني ، وانت اخوانية و مشروعكم مشروع ديني وهذا مخالف لنص المادة 42 التي تمنع انشاء احزاب على اساس ديني ، وتمنع انشاء احزاب لها فروع اجنبية كالتنظيما لعاملي للاخوان المسلمين الذي تنتمين اليه و الذي يجعل ولاءك له ، اكثر من ولاءك لبلادك ، لكن ماذا نفعل ، امرحوا مادامت الحكومة ساكتة عنكم .

      سلام

      حذف
  5. المرأة الجزائرية الحرة الاصيلة المواطنة التي تسعى للحرية ترفض أي مادة او قانون يخضعها لأي جهات خارجية ويضعها العبودية الانسانية سيدخلها في زمرة الحيوانية وترفض ان تخدع وتتراجع، والمناصفة هي انتقاص بل الغاء المواطنة والغاء صفة الانسانية عن المرأة والرجل، نعم للمساواة الانسانية نعم للقيم نعم للاسلام،

    ردحذف
    الردود
    1. عذرا الاخت عائشة ، لكن شخصيا اتمنى افهم ما تقصدين بالحرية او المساواة حين تتكلمين عنها ، فهل من مساواة و السيد مناصرة يعادي المساواة ؟

      بصراحة انتم تعيشون شيزوفرينا واضحة ، فمن جهة تدعون قبول القيم كالحرية و المساواة ، لكنم في الجوهر ضدها ، وعليه تفرغونها من محتواها بالتلاعب اللفظي ، مثل الحرية بما لا يخالف شرع الاصوليين ، والتي هي قمع محظ ، شخصيا انا احترم الجهاديين رغم اختلافي معهم ، فهم ضد الحرية ضد المساواة ، فهذه مفاهيم ضد الشريعة الاصولية التي تميز بين الحرة و الامة ، وبين الرجل والانثى .

      تشكري

      حذف
  6. كيف أخاطبك و أنت لا تملك حتى اسم المستخدم ، ما أدري لماذا تبالغ في تكتمك الشديد حتى اسمك تتكتم عنه كما تفعل النساء في المجتمعات البطريقية ، الان حتى النساء في المجتمعات المنغلقة تكتب مواضيع جريئة بكل شجاعة و بأسمائهن الحقيقية أيضا ، ترى لماذا يصر الكاتب المجهول على التكتم على كل ما يتعلق بشخصه وكأن الأمر يتعلق بأسرار تهدد الأمن القومي هههههه ربما الأمر يتعلق بشخصية بارانوياك مصابة بعقدة الاضطهاد لذلك تتكتم و تشك في كل شيء و تتوقع الخطر من المحيطين وكأن هناك من يتعقبه ، لا لا لا يا صديقي لا داعي لكل هذا الانقباض والانكماش هديئ من روعك انبسط قليلا و خذ الدنيا ببساطة

    Relax.....Relax .....Take It Easy
    Don't...Be...afraid...about...This...World

    ردحذف
  7. المثقفين الحقيقييين مهمومين بترقية الانسان عن طريق الاعلاء من شأن القيم والمباديء الانسانية و قيم الخير والجمال لكن أشباه المثقفين مهمومين أكتر شيء بالاعلاء من شأن الليبيدو هؤلاء ليسوا سوى شبقيين مهوسين بالاباحية و بتعرية المرأة ودعم الخلاعة ، شتان بين من يرقي الجانب الفكري و الانساني في الانسان وبين من يرفع في الانسان جانبه الحيواني فقط
    يا أخي نحن في عصر الفكر والعلوم والتكنولوجيا و الانسانية لقد تجازونا عصر الانسان النيوندرتال حيث لا يهم سوى الجنس والتكاثر

    ردحذف
  8. أعتقد أن صاحب شبه المقال هذا إما أنه متفيهم يظن أن يفقه القانون وهو لم يفهم حتى اللغة البسيطة، وإما أنه متحايل يريد تغليط القارئ..
    يا فاهم أنت أسست قراءتك على ذيل كلام السيد مناصرة وهي قراءة سطحية، ولو كنت متتبعا فعلا لموقفه وكلامه عن هاته المادة لأدركت ببساطة أنه يعارض مفهوم المناصفة الذي له أبعاد خطيرة تهدم الأسرة والمجتمع، أما المناصفة في السياسة وفي الحقوق التي لا تمس الشريعة فقد صرح مرات عديدة أنه ليس ضدها
    أما كلامك عن حشر الدين في السياسة فهذا كلام فارغ، أو ربما أنت غير مسلم.. فهل بهذا المبرر نقبل بما يخالف الشريعة؟ والدستور يقول الأسلام دين الدولة!!! فافهم يا هذا

    ردحذف
    الردود
    1. لا اخي انا فاهم ما يقصد ، واعتراضي عليه هو بالذات على ذلك الشق الذي ذكرت ، فالمساوة في الشق السياسي مجرد وهم مساواة ، فبدون مساواة كاملة غير منقوصة ، فلا معنى للمساوة...

      تشكر اخي الكريم

      حذف