الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

التعريب وحده لا يكفي .                                                



                                                                                                             
لا شك أن تعريب المصطلحات من الأبواب الأولى للحفاظ على معاصرة اللغة العربية للتقدم العلمي ، و التعريب كما نعلم لم يبدأ اليوم أو أمس بل هو مسيرة طويلة  استمرت على مدار تاريخ اللغة العربية ، فبدا بالكلمات التي عربها القران مثال (أرائك و إستبرق ..الخ)   وصولا إلى عملية التعريب الحديثة التي بدأت مع نهضة محمد علي في مصر ،والتي جل الكلمات العربية الحديثة اليوم  تعود إليها  مثال (مستشفى بدل بيمارستان الفارسية ، و سيارة بدل أوتوموبيل ..الخ ) ، ولكن و مع هذا القبول لمبدأ التعريب يبقى السؤال هل يكفي التعريب وحده لضمان معاصرة اللغة العربية لتطورات العصر ؟  ثم هل يكفي أن نعرب لنقول أننا حللننا مشكلة اللغة العربية مع المصلحات الحديثة  ؟.



بالنسبة  لهذا السؤال فالجواب كما أرى  هو " لا "مع الأسف ، لان  التعريب وحده  لن يحل أزمة اللغة العربية مع المصطلح الحديث .. فإذا لم تتوازى  تلك العملية مع مسيرة  للغة في اختراع المصطلح ( لا محاولة تبنيه ) وهذا طبعا عن طريق نهضة حضارية ومعرفية شاملة .. فحتما ستظل أزمتها مع المصطلحات قائمة ، فالتقدم العلمي و المصطلحات الجديدة ستضل يوميا تضغط على أعصابها، وبدون انطلاقة ذاتية منها  فقد تنهار لا شك ذات يوم  .



الشيء الأخر بالنسبة التعريب هو  وكما نرى اليوم في رفض الناس لتبنيه ،  فالتعريب لا يعاني  فقط من ضغط التسارع الحضاري عليه (وهي أزمة عويصة)  ، بل و من قبول الناس لهذا التعريب أيضا ،  فالمواطن العادي اليوم كثيرا ما يجادل في مسالة تقبل هذا المصطلح المعرب أو  ذاك ، والذي يمكن القول انه جدل مفهوم فبالنظر إلى بعض المصطلحات المعربة نجد أن التعريب روعي فيه الكم لا الكيف ، عدى أن الجمالية و سهولة النطق لم تراعا تماما  .. وعليه اليوم و رغم وجود الكثير من المصطلحات المعربة لكننا نلاحظ أن الناس لا تستعملها ، فمثلا نحن لا نجد من يستعمل كلمة (الرائي لوصف التلفاز)  ، أو (المقحل لوصف الترانزستور ) ، أو (الناسوخ لوصف الفاكس ) أو ( الحاضون  لوصف " لتبحثوا عن معناها أفضل ") ، عدى طبعا الكلمات الكثيرة التي غزت اللغة العربية المحكية بدون أن يجد لها المعربون أي مقابل .



على هذا نقول أن أزمة اللغة مع المصطلح الحديث ليست فقط في وجود تعريب له ( على قلته) ، بل وفي وجود مصطلح معرب يلبي رغبة العربي العادي في نطق سلس و كلام مفهوم يفهمه اغلب الناس .. و إلى ذلك فعلى من يتبنى فكرة التعريب أن يفكر في أمرين أساسيين لا مناص منهما  – 1  : إيجاد سبيل لنهضة حضارية تخلص اللغة العربية من أزمتها مع تطورات العصر  وهو الحل الجذري - 2   : إيجاد مصطلحات معربة تكون سلسلة في النطق  ، سلسة في الانتشار بين الناس .. فهذا اقل ما يمكن لحل هذا الإشكال حلا فعالا .



 شكرا

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم

    صدقت أخي الكريم التعريب وحده لا يكفي إذا كانت الذهنيات فارغة و القواعد الأساسية منعدمة

    مواضيعك جميلة و هادفة نتمنى أن تزوي هنا

    http://afrahhalim.blogspot.com/

    ردحذف