الاثنين، 30 ديسمبر 2013

الطـغـيـان العـربـي .       

                                           


عديد العصور في تاريخ البشرية عرفت حكم الطغاة ، و كثيرون هم الطغاة الذي عرفهم العالم ، لكن بين كل هؤلاء ، يتميز الطغيان العربي بميزة خاصة ، فهو و على عكس هؤلاء جميعا يمثل الجانب الأكثر بؤسا من الطغيان  .


 الطغيان في الحقيقة و رغم انه سلبي  لكن أحيانا يمكن أن نجد فيه بعض الايجابيات .. فمثلا أنشئ طاغية روسيا "ستالين" القوة النووية الروسية ، و منح طاغية الصين "ماو تسي" مقعدا للصين في مجلس الأمن  ، أما طاغية ألمانيا "هتلر" و رغم انه دمر ألمانيا  عقب الحرب العالمية الثانية ، إلا انه ترك نخبة من العلماء و الصناعيين للشعب الألماني لا تقدر بثمن (نفس النخبة التي ستنهض بألمانيا لاحقا )  ، إن هؤلاء القادة و رغم أنهم كانوا طغاة والطغيان شيء سلبي ، إلا أنهم تركوا ما يشفع لهم و لو قليلا أمام شعوبهم  ، في المقابل فلو تأملنا حال الطاغية العربي  لوجدنا أنه بلا إنجاز ، و بلا مشروع ، و بلا أي هدف سوى قمع الفقراء و  المساكين  و التسلط عليهم  .


إن الميزة التي يمكن حصرها في الطغيان العربي هو أنه طغيان يتسم بالجهل  و البؤس و التخلف ، فهو طغيان ناشر للجهل و للتخلف ، وممعن في إذلال من لا حول لهم ولا قوة ، وهنا وحين نقول الطغيان العربي فنحن لا نقصد الطغيان السياسي بشكل حصري ، فالواقع أن كل المجالات الحياتية العربية تعرف طغاة فيها ، فالمسئول العربي أي كان و ما أن يتولى منصبه حتى يبدأ بممارسة الطغيان في إطار ما يستطيع...(المدير القامع لموظفيه و الأب القامع لأسرته و الأستاذ القامع لتلاميذه ..الخ ) .


إن الطغيان العربي هو  في حقيقته نوع من الهشاشة النفسية الداخلية ، فاللامنطق و اللاجسارة التي يتحلى بها هؤلاء المسئولون، تجعلهم يمارسون  الإرهاب والقمع لفرض أفكارهم ، فبدون قمع و إكراه لن تجد لهؤلاء أو لأفكارهم أي أثر ... وعليه فالطغيان العربي في جوهره هو الإسقاط اللاواعي للهشاشة العربية .

شكرا .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق