الخميس، 3 يوليو 2014

"أيوب" الريشة مدافعةً عن الحرية .



 

وأنا أتصفح النت اليوم كالعادة وقعت عيني على خبر على موقع العربية يقول (أشهر رسامي الكاريكاتير الجزائريين يستقيل لأسباب مادية : أيوب تخطى الخطوط الحمراء و تعرض لجنرالات الجيش و الرئيس بوتفليقة .  ) و الواقع أن هذا الخبر و رغم كونه  قديما ، إلا أني ارتأيت ضرورة التعليق عليه ، خاصة حين تقول العربية أن السبب في مغادرة أيوب هو العائد المادي ، أو ربما بسبب انتقاده للجنرالات ، لأنه وكما أرى فليست هذه هي الأسباب الحقيقية التي جعلت أيوب يغادر الخبر و إن كان قال هذا ، فشخصيا أرى أن قامة كالمبدع أيوب لا يمكن أن يكون مبررها للاستقالة هو  العائد المادي ، أو حتى أي تضييق من السلطة  .


شخصيا ومن متابعتي لرسوم أيوب التي أتابعها بإعجاب، أرى أن مشكلته مع الخبر بدأت غالبا من تضييق الخبر عليه بسبب انتقاده للإسلاميين ، فأيوب معروف عنه انه ناقد شرس للإسلاميين ، لكن الخبر و من خطها التحريري الجديد فهي جريدة تبدو في حالة مهادنة لهم ، لهذا فغالبا مشكلة أيوب والخبر  ليست انتقاده للجنرالات التي لا تنفك الجريدة تهاجمهم ، وليست العائد المادي ، بل الأمر هو انتقاده للإسلاميين ليس أكثر ، و غالبا فهذا قد يكون بدأ مع حادثة تخاذل الخبر عن الدفاع عن حق أيوب الإبداعي لما نشر كاريكاتيره الشهير حول السلفية و المرأة ، فبعد نشر أيوب لكاريكاتور ينتقد فيه واقع نظرة السلفية للمرأة و خروج بعض السلفيين للتنديد  بالامر، ذهبت الجريدة لحذف ذلك الكاريكاتير والاعتذار عنه ، و هو طبعا ما يمثل طعنة لأيوب في الظهر من اجل الإسلاميين ، فعلى أي أساس تعتذر الجريدة و الرجل لم يفعل سوى ما هو حقه (أي السخرية المعبرة عن الواقع ) على هذا فغالبا أيوب قد استقال من الخبر بسبب الحرية ، وتحديدا الحرية في نقد الإسلاميين ، وليس أمرا أخر ، وما يزيد التأكيد على الأمر هو أن أيوب و بعد الاستقالة قد انتقل إلى جريدة المحور ، وهي جريدة حديثة النشأة ذات خط علماني ، ومن يتابع الكاريكاتير الذي ينشره أيوب هناك ، سيجد أن جله قد خصص للإسلاميين و السخرية منهم ، بما يوحي أن الفنان  واضح أنه كان مكبوتا في  جريدة الخبر  وعليه فقد هاجر بحثا عن الحرية في مكان أخر كأي فنان  .


على هذا فيمكن القول أن الزعم بأن أيوب استقال من الخبر لأسباب مادية ، هو زعم عاري عن الصحة ، بل هذا الكلام هو بمثابة إهانة لقامة فنية كأيوب ، فأمثال هذا الشخص مستحيل يبيعوا المبادئ من اجل حفنة من المال ، لهذا فالرجل بريء برأيي تماما من تصور مادي للاستقالة ، بل هو استقال من اجل الحرية و لا شيء غير الحرية  ، فهكذا هم المبدعون مثل أيوب ، لا يهاجرون إلا باتجاه الشمس .



شكرا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق