الثلاثاء، 18 مارس 2014

بخصوص الصراع حول إمامة المساجد .



                                                                      



  لاشك من يتابع الصراعات الدائرة الآن بين وزارة الشؤون الدينية و السلفية حول إمامة المساجد ، قد يضن أن الأمر صراع متعلق بالالتزام الديني و بتقوى الله ، حيث نرى كل هذا الحماس من السلفية للتمسك بالمساجد ، لكن في الواقع الأمر عكس ذلك تماما ، فهذا الصراع هو صراع مادي بحث ، بل مغرق في ماديته .

إن حرص السلفية للسيطرة على المساجد في الواقع هو حرص بالأساس على السلطة ولا شيء غيرها ، فالسلفية يعتبرون أن أول خطوة للسيطرة على الحكم هي بالسيطرة على منبر له القدرة على نشر الأفكار بين الناس ، وعليه  فهم ولكي يتغلغلوا في المجتمع فنحن نراهم يزاحمون الوزارة في السيطرة على الخطاب المسجدي ، فالإمام كما نعلم لديه خمس مرات في اليوم على الأقل لنشر أفكاره بين الناس  وهذا أمر مغري ، وعليه ولكون الوزارة تعلم هذا ، فهي تحاول جاهدة منع سقوط هذا المنصب في يد السلفية لكي لا يتحول إلى وسيلة لنشر الفوضى ؛ خاصة طبعا و أنها تعلم حصيلة التجارب السابقة ، فمن الدروس التي تعلمتها الوزارة من التاريخ أن السبب الرئيس لما حصل في التسعينات هو غفلة الدولة على ما يحدث في المساجد ، ففي حينها كانت يد الدولة بعيدة عن الواقع المسجدي وهو ما أدى إلى تغلغل الفكري السلفي و الإخواني في المساجد ، والذي أدى لاحقا إلى محاولات هؤلاء لإنشاء الأمارة الإسلامية الإرهابية على حساب الدولة الوطنية الجزائرية ، وعليه فاليوم الصراع الذي تقوده وزارة الشؤون الدينية ضدهم ،ليس سوى منعا لتكرار ذلك السيناريو الذي حدث في التسعينات ، فالوزارة تعلم إن السلفية إذا تغلغلوا في المساجد فلا شك سينشئون جيلا  من الإرهابيين سيسعى لا محالة للإطاحة بالدولة ، ، خاصة طبعا أن الوزارة تأكدت من زيف فكرة السلفية العلمية التي لطالما روج له السلفية بأنها الضمان لعدم تحول السلفي لإرهابي ، فالواقع أن الحالة السورية اثبت أن السلفي  ، بل و الإسلامي عموما لا أمان له ، فهو يمارس التقية حال الضعف فقط ، لكن ما أن يقوى حتى يحاول التمرد .

على هذا فالصراع اليوم حول المساجد الذي يقوده السلفية والتي تتصدى له وزارة الشؤون الدينية ، هي حرب مادية حول السلطة لا أكثر ، و بالنسبة لوزارة الشؤون الدينية فالوزارة هنا تقف موقف المؤسسة الوطنية التي تسعى لحماية الوطن من الإرهاب ، في المقابل فالسلفية و الإسلاميون هم من يمثل الطرف الآخر الباحث عن الخراب  والدمار للبلاد .

شكرا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق