تكملنا في الفصل السابق
عن الإيمان الديني الإسلامي والعقلانية ، وشرحنا كيف انه لا يوجد موانع في الحقيقة
تمنع المسلم من أن يكون عقلانيا من ناحيته مجتمعه ، ووضحنا أنه إذا كان من
لاعقلانية في الإسلام فهي اللاعقلانية الإعتقادية حيث يعاني الإسلام من مشكلة إثبات
أصالة الوحي ونسبه بالضرورة إلى الله ، حيث يقع هذا الأمر في خانة الإيمان الغبي
في أحسن الأحوال ، أما هنا فنواصل الحديث عن نفس الموضوع وهو العقلانية في الإسلام
، لكننا سنتناول منابع نشوء اللاعقلانية في الإسلام ، حيث انه بنظرنا لا يمكن
القول أن الإسلام بالضرورة كان لاعقلانيا ، أو انه لا يمكن عقلتنه بدرجة ما فالإسلام
قادر على أن يسعى نحو عقلانية في حدود معينة يزيح به عن نفسه فكرة الخرافية
المطلقة ، لكن الأمر أن هناك خيارات من المسلمين وفي مراحل ما ، هي التي أدت إلى
تعزيز الأطروحات الغيبية على حساب الأطروحات العقلانية ، وهو الأمر الذي أدى بالإسلام
في النهاية ، ليس فقط إلى قضية لاعقلانيته اتجاه المعتقد فقط ، بل ولاعقلانيته
اتجاه المجتمع أيضا ، وهنا وفي هذا الشرح فسنتحدث عن العقلانية في الإسلام من
البدايات (عقلانية أهل قريش) ، مرورا بعقلانية المسلمين أنفسهم و
هذا حين بدوا في امتحان الإيمان الديني الإسلامي ، خاصة المسلمين الذين ولدوا
كمسلمين وتقبلوا المعتقدات الإسلامية كأمر مسلم به ، وليس كأمر يمكن إعادة النظر
فيه ، وسنحاول تناول الأسئلة التي دارت في تلك الحقبة ، و الأطروحات العقلانية و
الردود التي جاءت عليها .
يتبع ..
السلام عليكم : في المتابعة اكيد موضوع مهم جدا شكرا
ردحذفتشكري اختي الكريمة ، ان شاء الله تكون المقالات على قدر املك.
ردحذف