حول المسلم العقلاني اتجاه مجتمعه ؟ .
شخصيا أرى أن الجواب على هذا السؤال هو نعم بالمطلق ، فنعم يمكن للمسلم أن يكون عقلانيا اتجاه مجتمعه ، و اعتقد أن هذا الأمر أسهل بكثير من العقلانية اتجاه المعتقد (وسنفصل في هذا لاحقا) ، فما يحتاجه المسلم ليكون عقلانيا اتجاه مجتمعه هو أمر بسيط ، حيث يكفي أن ينظر المسلم للتعاليم الإسلامية الخاصة بعلاقة المسلم بالمجتمع "بعقلانية" ليؤسس لعلاقة متوازنة تربطه بالمجتمع ، والمسلم إذا قرئ تعاليم الدين الإسلامي بعقلية عقلانية فبنظرنا هذا سيؤدي لا محالة إلى أن يتحول إلى مسلم عقلاني ، وحل هذا الأمر فيمكن حصر كل مشاكل علاقة المسلم بمجتمعه في أية "لا إكراه في الدين" وطريقة فهمها ، فنحن وإذا لاحظنا طبيعة ما يخلق الالتزام الديني اللاعقلاني في الإسلام ، فهو بالذات الفهم المعاكس لهذا الآية ، حيث مثلا ما يؤدي للإرهاب اليوم ، أو إلى القمع الديني بإسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و الشمولية الدينية باسم تطبيق الشريعة إلخ ، فكلها نابعة من التناقض مع هذه الآية ، فالشمولية الدينية الإسلامية مثلا لم تنشئ إلا لأنها ألغت تفعيل هذه الآية ، فمن جهة الدين يقول وبصراحة انه لا أكراه في الدين ، وان الدين شان شخصي ، وهو كل ما يحتاجه المجتمع من الفرد ( اي أن يفهم حدود حريته الدينية ، فأنت حر في اعتقادك مادام خاص بك ) لكن الأصولية الدينية تلغي هذه الأية وتصر على تحويل المسلم إلى عدو لمجتمعه بسعيه لفرض تصوره الشخصي عليه ، وعليه فالمشكلة مع اللاعقلانية الدينية في الإسلام يمكن حصرها كلها في طبيعة فهم هذه الآية ، فإذا ألتزم بها المسلم صار عقلانيا ، وإذا عارضها أصبح العكس ، و كما نرى فلا شيء في الحقيقة يمنع المسلم من هذا ، فالدين يضع إطار مقبول لهذا الأمر ، لكن الإشكال هو في تصور محدد ينفي هذا الأمر ، وهو التصور الأصولي تحديدا ، فمثلا هنا تعترض الأصولية (و أيضا الطرف الأخر ) وتقول "وكيف يمكن أن يتحقق الإيمان الديني الصحيح ، إذا كان باسم هذه الآية نعطل كل الآيات الأخرى ، على غرار أية السيف التي تقول (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ) أو أية الحاكمية التي تقول (وما الحكم إلا الله ) افليس هذا نقضا للدين باسم التأويل حين نقدم أي على أخرى ؟ .
شخصيا أرى أن الجواب على هذا السؤال هو نعم بالمطلق ، فنعم يمكن للمسلم أن يكون عقلانيا اتجاه مجتمعه ، و اعتقد أن هذا الأمر أسهل بكثير من العقلانية اتجاه المعتقد (وسنفصل في هذا لاحقا) ، فما يحتاجه المسلم ليكون عقلانيا اتجاه مجتمعه هو أمر بسيط ، حيث يكفي أن ينظر المسلم للتعاليم الإسلامية الخاصة بعلاقة المسلم بالمجتمع "بعقلانية" ليؤسس لعلاقة متوازنة تربطه بالمجتمع ، والمسلم إذا قرئ تعاليم الدين الإسلامي بعقلية عقلانية فبنظرنا هذا سيؤدي لا محالة إلى أن يتحول إلى مسلم عقلاني ، وحل هذا الأمر فيمكن حصر كل مشاكل علاقة المسلم بمجتمعه في أية "لا إكراه في الدين" وطريقة فهمها ، فنحن وإذا لاحظنا طبيعة ما يخلق الالتزام الديني اللاعقلاني في الإسلام ، فهو بالذات الفهم المعاكس لهذا الآية ، حيث مثلا ما يؤدي للإرهاب اليوم ، أو إلى القمع الديني بإسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و الشمولية الدينية باسم تطبيق الشريعة إلخ ، فكلها نابعة من التناقض مع هذه الآية ، فالشمولية الدينية الإسلامية مثلا لم تنشئ إلا لأنها ألغت تفعيل هذه الآية ، فمن جهة الدين يقول وبصراحة انه لا أكراه في الدين ، وان الدين شان شخصي ، وهو كل ما يحتاجه المجتمع من الفرد ( اي أن يفهم حدود حريته الدينية ، فأنت حر في اعتقادك مادام خاص بك ) لكن الأصولية الدينية تلغي هذه الأية وتصر على تحويل المسلم إلى عدو لمجتمعه بسعيه لفرض تصوره الشخصي عليه ، وعليه فالمشكلة مع اللاعقلانية الدينية في الإسلام يمكن حصرها كلها في طبيعة فهم هذه الآية ، فإذا ألتزم بها المسلم صار عقلانيا ، وإذا عارضها أصبح العكس ، و كما نرى فلا شيء في الحقيقة يمنع المسلم من هذا ، فالدين يضع إطار مقبول لهذا الأمر ، لكن الإشكال هو في تصور محدد ينفي هذا الأمر ، وهو التصور الأصولي تحديدا ، فمثلا هنا تعترض الأصولية (و أيضا الطرف الأخر ) وتقول "وكيف يمكن أن يتحقق الإيمان الديني الصحيح ، إذا كان باسم هذه الآية نعطل كل الآيات الأخرى ، على غرار أية السيف التي تقول (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ) أو أية الحاكمية التي تقول (وما الحكم إلا الله ) افليس هذا نقضا للدين باسم التأويل حين نقدم أي على أخرى ؟ .
و بالنسبة لهذا الطرح فأعتقد أن الجواب
بسيط جدا وهو: ومن قال أن تلك الآيات تحكم
على أية لا أكراه في الدين بالنفي ، فلِما مثلا لا تكون آية لا أكراه في الدين ، (وهي
الأكثر وضوحا ) هي من يجب أن تنطبق ، (وهنا طبعا وجب علينا الانتباه لأمر مهم ،
وهو انه وفي القراءة العقلانية للتاريخ الإسلامي ، أننا نجد أن مفهوم الحرية
الدينية من قبيل "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " هو الأصل ، فالدعوة
المحمدية وعلى مدار بناءها كانت تنظر للحرية الدينية ، لكن الاختلاف حدث فقط في
الفترة المدنية مع دخول النبي في الصراعات السياسية حيث من تلك الفترة تحول الخطاب
الديني نحو الإقصاء ، وعليه وعلى المستوى الديني فالأصل أن الحرية الدينية هي الأصل
، إما الإجبار فهو حالة استثنائية ألمت بالنبي
بسبب تغير ظروف الدعوة ) وعليه فإذا كان هناك من أية للسيف مثلا ، فهي أية
مفهومة في إطار حالات الطوارئ ، فإذا مثلا حصلت حرب بين وطن المسلم ودولة أخرى ،
فبلا شك هو سواء بالقران ، او بميثاق الأمم المتحدة مباح له الدفاع عن نفسه ، لكن
بالنسبة للوضع الطبيعي ، فالأمر ليس بالفرض ، ومنه طبعا فالآية بالفهم الثاني ، في
العموم هي الأصح .
لكن عموما ، وعلى فرض رد احد انه
ولما لا تكون الآية اللاحقة هي الناسخة ، فالآية اللاحقة اشمل من الأولى لأنها
خلفتها ، وهذا كلام صحيح ، لكن يبقى أنها مجرد وجهة نظر ، وعليه فالمسلم هنا بين أن
يختار إحدى الخيارين ، أن يؤمن بأنه لا إكراه في الدين ، وان المسلم ملتزم بذاته فقط ، أو يؤمن بأن الدين للفرض ،
وعموما كل مسلم هو حر ، فما يهمنا ليس ما يجب على المسلم أن يؤمن ، بل ما يهمنا
هو انه هناك مجال للمسلم أن يكون عقلانيا
اتجاه مجتمعه ، فما دام المسلم يمكنه وبأية لا إكراه في الدين أن يندمج في المجتمع
بعقلانية فهذا كافي ، أما الآخرون فهم أحرار
في ما يؤمنون به ، لان الإيمان في النهاية له عواقب ، فمن يكون فردا مفيدا في
مجتمعه يرتقى ، و من يكون غير مخربا يقاسي .
يتبع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق