ككاتب لطالما دافع عن الحريات وسيادة العلم و العقلانية
في الخطاب الديني ، دائما ما كان يوجه لي سؤال "هل بكتابتك هذه أنت تتخيل انه
يمكن أن يكون هناك إسلام عقلاني ، وأنه يمكن أن يتجاور الإيماني الديني مع
العقلانية ؟" و هذا السؤال وللغرابة كان يطرح علي من ناحيتين متناقضتين ، الأولى
من مسلمين أصوليين يقولون انه لا يمكن أن يكون المسلم عقلانيا لأن من أعتمد على
عقله ضل ، و أن الأصل إتباع النصوص ؛ و الثانية من غير مسلمين يقولون أن العقلانية
تتنافى بالضرورة مع الإيمان الإسلامي و الديني عموما لكون الدين يفرض الإيمان بأشياء
لا يمكن إثباتها علميا ، وهو ما يجعله بالضرورة اعتقادا لاعقلانيا .. و الحقيقة
أنه و بالنسبة لهذا السؤال من الجانبين ، فأعتقد أن يمكن الجواب عليه بجواب مبدئي
هو " نعم" .. نعم المسلم يمكن أن يكون عقلانيا فلا يوجد فرض صريح وكما
نعلم من الإسلام يدعوا لنبذ العقل ، لكن طبعا وجب قبل هذا التنويه أن هذا الجواب الذي
نقدمه يحتاج إلى تفصيل ليكون مفهوما ، فالإسلام وكما نرى ليس كيان واحد موحد لكي
يعتبر عقلاني كله ، أو لا يعتبر ، لكن الإسلام هو شقان (نظري وعملي ) وعليه ومن أجل جواب كلي على سؤال "هل
يمكن أن يوجد هناك إيمان إسلامي عقلاني؟" فسوف نفصل بين أمرين ، الأول حول المسلم
العقلاني من ناحية مجتمعه ، و الثاني حول المسلم العقلاني اتجاه معتقده ، وهذا
لكون هناك فارقا وكما سنوضح بين المسلم و تصوره الإيماني الذاتي الخاص ، وبين
المسلم وتصوره الموضوعي العام .
يتبع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق