وأنا أتصفح النت اليوم كالعادة وقعت عيني على خبر على موقع العربية يقول (أشهر رسامي الكاريكاتير الجزائريين يستقيل لأسباب مادية : أيوب تخطى الخطوط الحمراء و تعرض لجنرالات الجيش و الرئيس بوتفليقة . ) و الواقع أن هذا الخبر و رغم كونه قديما ، إلا أني ارتأيت ضرورة التعليق عليه ، خاصة حين تقول العربية أن السبب في مغادرة أيوب هو العائد المادي ، أو ربما بسبب انتقاده للجنرالات ، لأنه وكما أرى فليست هذه هي الأسباب الحقيقية التي جعلت أيوب يغادر الخبر و إن كان قال هذا ، فشخصيا أرى أن قامة كالمبدع أيوب لا يمكن أن يكون مبررها للاستقالة هو العائد المادي ، أو حتى أي تضييق من السلطة .
شخصيا ومن متابعتي لرسوم أيوب التي
أتابعها بإعجاب، أرى أن مشكلته مع الخبر بدأت غالبا من تضييق الخبر عليه بسبب
انتقاده للإسلاميين ، فأيوب معروف عنه انه ناقد شرس للإسلاميين ، لكن الخبر و من
خطها التحريري الجديد فهي جريدة تبدو في حالة مهادنة لهم ، لهذا فغالبا مشكلة أيوب
والخبر ليست انتقاده للجنرالات التي لا
تنفك الجريدة تهاجمهم ، وليست العائد المادي ، بل الأمر هو انتقاده للإسلاميين ليس
أكثر ، و غالبا فهذا قد يكون بدأ مع حادثة تخاذل الخبر عن الدفاع عن حق أيوب الإبداعي لما
نشر كاريكاتيره الشهير حول السلفية و المرأة ، فبعد نشر أيوب لكاريكاتور ينتقد فيه
واقع نظرة السلفية للمرأة و خروج بعض السلفيين للتنديد بالامر، ذهبت الجريدة لحذف ذلك الكاريكاتير والاعتذار
عنه ، و هو طبعا ما يمثل طعنة لأيوب في الظهر من اجل الإسلاميين ، فعلى أي أساس
تعتذر الجريدة و الرجل لم يفعل سوى ما هو
حقه (أي السخرية المعبرة عن الواقع ) على هذا فغالبا أيوب قد استقال من الخبر
بسبب الحرية ، وتحديدا الحرية في نقد الإسلاميين ، وليس أمرا أخر ، وما يزيد
التأكيد على الأمر هو أن أيوب و بعد الاستقالة قد انتقل إلى جريدة المحور ، وهي
جريدة حديثة النشأة ذات خط علماني ، ومن يتابع الكاريكاتير الذي ينشره أيوب هناك ،
سيجد أن جله قد خصص للإسلاميين و السخرية منهم ، بما يوحي أن الفنان واضح أنه كان مكبوتا في جريدة الخبر وعليه فقد هاجر بحثا عن الحرية في مكان أخر كأي
فنان .
على هذا فيمكن القول أن الزعم بأن أيوب
استقال من الخبر لأسباب مادية ، هو زعم عاري عن الصحة ، بل هذا الكلام هو بمثابة إهانة
لقامة فنية كأيوب ، فأمثال هذا الشخص مستحيل يبيعوا المبادئ من اجل حفنة من المال ، لهذا
فالرجل بريء برأيي تماما من تصور مادي للاستقالة ، بل هو استقال من اجل الحرية و لا
شيء غير الحرية ، فهكذا هم المبدعون مثل
أيوب ، لا يهاجرون إلا باتجاه الشمس .
شكرا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق