كأني باحثا عني و عنك ، عن لقمتي البيضاء
امشي حافيا في الرمل أسل من خوفي رجوعي
فلتمحي آثاري أيها الصحراء
ولتدفن يا رمل أسراري فسأغدو يا دربي يوما ما
كما الحرباء ، استبدل سحنتي نشُبا
وانحت من ضلوعي قوسًا
و لست اعلم هل أنا كفء لأقارع الصحراء
أم أنا أمشي إلى حتفي ؟ .
باحثا عن مكان لي تحت ظل الماء
كنت أغُذُّ السير نحو آخرتي فلم
أجد غير
الهوينا لأسألها : هل أنا يا أنا من كنت؟
رد الصدى عني : أنت أنت ولو هجرت
فلا الماضي يعود لتبدأه ، ولا الدنيا تزيد
فعش الحياة الآن ، ودع عنك أوهام الحقيقة
لا حقيقة غير نفسك ...لن تعيش ولن تموت
هائما في هذه الصحراء
رست مراكبي الشحيحة في كتيب الرمل و
أنفطر المكان مني أمام خيمة البدوي .
: يا بدوي حدثني عن الإمكان
حدثني عن حياتك البسيطة
و الهناء ، عن ليلك العاجي حين تنام
تحرسك الأيائل من عواء الذئب
هل ينساك حزنك حين تعيش ؟ هل تمرض
المأساة بين يديك ؟ هل عندك تنتحر الحدود .؟
رد الصدى : لا يا أنت .. ليس الرحب أقصى من الإمكان
وهذه الصحراء ليست سجننا ، فلترتجل من قوسك العاجي
و لترخي ظلك العالي ازرقا كالماء ..
هذا المساء أطول من سجيتنا ، فكن ما أنت و لو حطامك ،
ومن حطامك سوف ينبعث الخلود يا وحيد.
شكرا .
سأصير يوماً طائراً ، وأَسُلُّ من عَدَمي
ردحذفوجودي . كُلَّما احتَرقَ الجناحانِ
اقتربتُ من الحقيقةِ ، وانبعثتُ من
الرمادِ . أَنا حوارُ الحالمين ، عَزَفْتُ
عن جَسَدي وعن نفسي لأُكْمِلَ
رحلتي الأولى إلى المعنى ، فأَحْرَقَني
وغاب . أَنا الغيابُ . أَنا السماويُّ
الطريدُ
سأَصير يوماً ما أُريدُ
شكرا على الابيات الجميلة لدرويش اخي غير المعروف ، فالقصيدة اصلا مستوحات في نظمها من شعره .
حذف