صرح أمس الأمين العام لمنظمة المجاهدين السعيد عبادو "أنه لا
يتصور أن مجاهدا قد صام خلال الثورة ، ومن قال صُمت فليس بمجاهد " وعن نفسي أصرح
أني لا أتصور أن حال الحقل الديني الذي كان سائدا في تلك الفترة في الجزائر ، هو
ذاته هو اليوم ، ففي تلك الفترة كانت الجزائر لا تزال تحتفظ ببعض الرشد الإنساني
الذي يمنعها من الانحدار إلى الجهالة الدينية ، وعليه كان الجزائريون قادريين على
التفكير بمنطقية ، لكن اليوم فهذا مستبعد تماما ، فالغيبوبة الدينية تجتاح الجميع خاصة على المستوى الرسمي ، وعليه
فلم يعد بالإمكان اليوم إعلان أي مخالفة للجهالة الدينية من الدولة ولو كان هذا على
حساب الوطن ، فأمس كان الوطن هو المهم ، بينما اليوم بات الدين هو المهم .
إن الفرق بين الجزائر إبان الثورة ، و الجزائر اليوم هو أن جزائر الأمس كانت أقل هوسا بالتدين ، فحينها كان المواطن الجزائري يرى في الدين رافد من الروافد الحضارية التي يستأنس بها ، وعليه فقراراته وخياراته تأخذ الدين بالإعتبار لكن في إطار من الإعتبارات الأخرى كالمصلحة الشخصية ، و القيم الوطنية الخ .، لكن اليوم فالمواطن الجزائري (إما ان يكون أو هو يفرض عليه ) أخذ الدين كرافد وحيد وكلي ، (و طبعا ليس الدين أي دين ، بل الدين بشكله الأصولي الأكثر راديكالية )، وعليه فالجزائري اليوم ليس بقادر كما الجزائريون أمس على التحرك بحرية إتجاه ما يخدم وطنه فقط ، بل هو مضطر دائما لأخذ إعتبارات الدين في الحسبان ؛ وعليه ففي كثير من الأحيان كان يؤدي التمسك "الذهاني" بالدين إلى الإضرار بالوطن ، فعلى سبيل المثال الجزائريون الذي حملوا السلاح ضد الدولة في التسعينات لو الوطن هو هم الأول فهل كان سيفعلون ما فعلوا ؟ بالطبع "لا" ، فلو كان الوطن هو الهم الأول لما تجرء أحد على التفكير حتى في إستعمال العنف ، وليس حمل السلاح ، لكن طبعا و لكون الدين كان هو المهم ، فهم قد حملوا في سبيل تطبيق الدين و إن كان هذا سيؤدي إلى كارثة ، لأنهم بالإصل لا يهتمون للوطن وسلامة الشعب و امنه ، بل يهتمون بالدين ، هو تماما الامر الذي يشرح لنا الفارق بين الجزائري أمس و الجزائري اليوم فالجزائري أمس جعل الوطن فوق كل إعتبار و عليه أفطر من أجله ، وبينما جزائري اليوم فهو يرى الدين فوق كل إعتبار ، وعليه فهو قد يدمر الوطن فداء للدين ، وليس ان لا يفطر فقط .
شكرا
إن الفرق بين الجزائر إبان الثورة ، و الجزائر اليوم هو أن جزائر الأمس كانت أقل هوسا بالتدين ، فحينها كان المواطن الجزائري يرى في الدين رافد من الروافد الحضارية التي يستأنس بها ، وعليه فقراراته وخياراته تأخذ الدين بالإعتبار لكن في إطار من الإعتبارات الأخرى كالمصلحة الشخصية ، و القيم الوطنية الخ .، لكن اليوم فالمواطن الجزائري (إما ان يكون أو هو يفرض عليه ) أخذ الدين كرافد وحيد وكلي ، (و طبعا ليس الدين أي دين ، بل الدين بشكله الأصولي الأكثر راديكالية )، وعليه فالجزائري اليوم ليس بقادر كما الجزائريون أمس على التحرك بحرية إتجاه ما يخدم وطنه فقط ، بل هو مضطر دائما لأخذ إعتبارات الدين في الحسبان ؛ وعليه ففي كثير من الأحيان كان يؤدي التمسك "الذهاني" بالدين إلى الإضرار بالوطن ، فعلى سبيل المثال الجزائريون الذي حملوا السلاح ضد الدولة في التسعينات لو الوطن هو هم الأول فهل كان سيفعلون ما فعلوا ؟ بالطبع "لا" ، فلو كان الوطن هو الهم الأول لما تجرء أحد على التفكير حتى في إستعمال العنف ، وليس حمل السلاح ، لكن طبعا و لكون الدين كان هو المهم ، فهم قد حملوا في سبيل تطبيق الدين و إن كان هذا سيؤدي إلى كارثة ، لأنهم بالإصل لا يهتمون للوطن وسلامة الشعب و امنه ، بل يهتمون بالدين ، هو تماما الامر الذي يشرح لنا الفارق بين الجزائري أمس و الجزائري اليوم فالجزائري أمس جعل الوطن فوق كل إعتبار و عليه أفطر من أجله ، وبينما جزائري اليوم فهو يرى الدين فوق كل إعتبار ، وعليه فهو قد يدمر الوطن فداء للدين ، وليس ان لا يفطر فقط .
شكرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق