من الفرضيات الخاطئة التي أشاعها الإسلاميون في السنوات الأخيرة حول مسالة
الدين و الدولة في الإسلام ، هي الفرضية التي تقول أنه في الإسلام لا يوجد دولة
دينية ، مدللين على هذا الرأي بفكرة أنه
لا يوجد في الإسلام سلطة دينية تمارس الحكم .. وهذا صحيح إلى حد ما ؛ لكن الواقع أن
مفهوم الدولة الدينية لا يعني حكم رجال الدين المباشر فقط ، بل يشمل الأمر أيضا
وجود سلطة دينية غير مباشرة على غرار سلطة التصور الديني التي تمارس دور الرقيب
على أداء الدولة ، فالدولة الدينية لا تعني فقط حكم رجال الدين المباشر ، بل وتعني
أيضا حكمهم من خلف الستار كالهيئات الدينية التي يتم الرجوع إليها في كل صغيرة
وكبيرة من أمور الحكم ، وعليه فلا يمكن القول أنه وفي ظل غياب السلطة الدينية
المباشرة في الإسلام أن الدولة الدينية غائبة ، فالواقع أن وجود هيئات للإفتاء و
انحياز الدولة نحو إلزامية أن لا تخالف القوانين في الدولة ما تنص عليه الشريعة يعني
أن لدينا دولا دينية بكل ما تعني الكلمة من معنى ، ومنه فالحديث من الإسلاميين عن غياب مفهوم
الدولة الدينية في الإسلام السني ( في الإسلام
السني لأن الشيعي يعرف سلطة رجل الدين المباشرة بما يعرف بولاية الفقه ) لغياب الحكم المباشر لرجال الدين فهو مجرد أمر تضليلي ، لأنه في التاريخ الإسلامي فكل
الدول التي قامت هي دول دينية ، وهذا لكونها تحوي تشريعات لا تخضع للمصلحة العامة
ورأي الشعب الذي يؤسس للدولة المدنية ، بل هي تخضع للتصور الديني الذي يقيم الدولة
على مسالة الدين ، ومنه فالحديث الذي لا ينفك من الإسلاميين عن الدولة المدنية بمرجعية دينية ، فهو لا يعدوا كونه تعلاب لفظي لان الدولة الدينية ، هذي ذاتها الدولة ذات المرجعية الدينية .
شكرا
شكرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق