بالنسبة للإنسان الواعي كما الشعب الواعي ، فإن تجارب
الآخرين تكفي عنده ليتعلم منها ، فالشعب الواعي أو الإنسان الواعي لديه القدرة
ليرى عواقب الأمور من تجارب الآخرين ، لكن بالنسبة للإنسان الجاهل ، أو للشعب
المتخلف ، فإن هذا الأمر غير ممكن ، فهو يحتاج إلى أن يعيش التجارب المرة ليتعلم (
أي أن يتعلم بالطريقة الصعبة بالتجربة ) و عليه ومن هذا الباب الذي نتحدث فيه عن
خطر الفاشية الدينية و الحكم بالشريعة وخلافه ، فربما الحل ليعلم الناس خطرها وعواقبها
ليس تماما بالتوعية و محاولة التنوير بالكلمة ، فهذا الأمر غالبا لا يطال سوى فئات
قليلة لديها الوعي ، بل الضروري ربما هو و ليتعلموا أن يذوقوا المرارات على غرار
داعش و الإخوان وغيرها من الجماعات الإسلامية ، فهذه الطريقة هي الأمثل لمثل شعوبنا
الـمُجَهَّلة لشرح خطورة الأمر لهم ، إن لم نقل أنها ربما تكون الوحيدة ، فمثلا
لطالما كتب فرج فودة للمصريين وحذرهم من خطورة الإخوان و التيارات الأصولية ، لكن
عبثا أن أستمع إليه احد رغم انه دفع حياته ثمنا لهذا ، في المقابل فسنة واحدة من
حكم الإخوان كانت كافية لتغير أراء كثيرين في ما يسمى التيارات الإسلامية من
النقيض إلى النقيض ، وربما لو استمر الحال أطول وتم تطبيق الشريعة على المصريين
كما نادت تلك التيارات ، لكان الحال ربما امتد ليس لرفض التيارات الإسلامية فقط ،
بل ورفض الحكم الديني أصلا الممثل في المادة الثانية .
ومنه كما نرى فالواقع أن ما يحمي الشريعة و الإسلاميين
من الناس اليوم هو جهل الناس بخباياهم لا أكثر ، وعليه كان للإسلاميين توجيه اللوم
بأن التخلف و الانحطاط ناتج عن عدم تطبيق الشريعة وباقي الكلام الذي يروجوه ، لكن بالتأكيد
لو تغير الحال ، و رأى الناس هذه الشريعة تطبق على الأرض ، لكانوا بلا شك كفروا
بها كما كفر المصريون و الإيرانيون و السودانيون ..الخ فبعد التجربة تختلف الظروف
حتى للجهلة ، وعليه فلنأمل إذن أن تتكاثر التنظيمات من قبيل داعش و بوكو-حرام وغيرها و تحكم قبضتها على المسلمين ، فهكذا و حين
توغل السكاكين في الرقاب و ينحدر الحال بالبلاد إلى العصور الهمجية ، فحينها فقط
سيعلم حتى الجهلة من الناس حقيقة هذا المنهج الإجرامي الذي يتخيلونه ورديا وتكون نهاية الإظلام .
شكرا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق