بين عيد العمال وعيد الحب .
من "المنظور الديني الأصولي" وإذا
قارنَّا بين عيد العمال وعيد الحب ، فيمكن القول أن كِلا العيدين يعتبران "بدعة"
فكلاهما لا يجوز الاحتفال به لان الأعياد التي يحتفل بها "المسلم" هي عيد
الفطر و عيد الأضحى فقط ، لكن ولو تلاحظون فمع أننا اليوم في عيد العمال فلا يبدو
أن أحدا من الأصوليين اهتم بالتحذير منه أو من الاحتفال به كما جرت العادة مع عيد
الحب مثلا ؛ فهذا العيد اليوم يمر مرور
الكرام في المقابل فعيد الحب وكما نعرف جميعا ، تحتشد له جميع القنوات و الفضائيات
و الوعاظ ورجال الدين و أئمة المساجد في كل مكان و قبل أيام من حلوله للتحذير منه
ومن مخاطره .. فلما يا ترى هذا الصمت على عيد العمال ؟ ولما هذه الازدواجية في التعامل بينه و بين
عيد الحب رغم أن كلاهما مدانان من حيث المبدأ
(أي كونهما بدعة ) ؟
ببساطة يمكن القول أن الجواب هو لان عيد العمال ليس عيد
مشاعر ، فهذا العيد عيد عمومي (عن العمل ) و عليه فليس فيه الكثير مما يهم
الأصولية ، لهذا و رغم انه ومن المنظور الأصولي بدعة لكن لا احد يلقي له بالا ،
لكن عيد الحب فهو عيد مشاعر و عيد قيم إنسانية ،
وعليه ومن هذا المنطلق تعارضه الأصولية
فالمشاعر و الأحاسيس و المحبة من نواقص الأصولية .
إن الأصولية في الواقع ورغم ما تدعيه أنها ضد الأعياد
المحدثة لكونها "بدعة" إلا أن الواقع يقول العكس ، فالحقيقة أن الأصولية
ليست ضد البدعة بما هي بدعة ، بل هي ضد البدعة التي تعارض مصالحها ، و عليه و بالنسبة
لعيد الحب فهي تعارضه لأنه يضرب مصالحها في الصميم ، فعيد الحب عيد يقوم على تقديس
المشاعر وإعلاء قيم الود و المحبة ، في
المقابل فالأصولية تقوم على أساس نشر الكراهية و العنف وبغض الآخرين ، وعليه فهي ومن منطلق تناقض قيمها مع قيم عيد
الحب تخوض حربها عليه ، فلو راج الحب بين الناس وشاعت المودة بينهم ، فإنهم بلا شك
سيطلقون الحرب و الكراهية، ولو فعلوا لخسرت الأصولية و أباطرتها من الإرهابيين
سبب وجودهم، وعليه فشيوع شعور نبيل كالحب بين الناس هو خطر رهيب لديهم .
إذن من هنا وكما
يتضح نفهم لماذا لا احد يهتم بعيد العمال ، بينما يتجند الجميع للحرب على عيد الحب
، فالأمر ببساطة أن الكراهية لا تعادي إلا نقضيها ، وعليه فالأصولية كانعكاس
للكراهية و العنف و الإجرام لن تهتم بعيد كعيد العمال ، بقدر اهتمامها بمعارضة عيد
كعيد الحب ، فهو يمثل كل القيم النبيلة المناقضة لقيمها .
شكرا .
سلام
ردحذفأختلف معك في الرأي يا أخي ، برأيي أن الأصوليين يحاربون عيد الحب ليس فقط بسبب كونه بدعة ، بل أيضا بسبب ارتباطه بالقسيس فالنتين وقصته مع حبيبته ، وما يدور في فلك هذه القصة من طقوس وثنية وخلاعة و مجون -حسب تصوراتهم هم لا أنا- على خلاف عيد العمال المنزه عن هذه الأمور ، يعني أنت تعرف طريقة تفكيرهم ، وعدائهم الشديد للعشق و لكل ما يمس الوجدان وحتى قيم الجمال والحق و الخير
أنا حقا حائرة في هؤلاء !!! تصور مرة كنت بصدد تسجيل نفسي في أحد المنتديات وأثناء قرائتي لشروط الانتساب ، وعند وصولي لشروط اختياراسم المستخدم تفاجئت بقائمة طويلة من الممنوعات ، مع التشديد على منع أي اسم يشتبه أن يكون له علاقة بالحب والغرام ومشتقاته ومترادفاته ، كأنه فيروس خطير يخشون عدواه ، لكن و على العكس من ذلك يتباهون بأسماء ذات مدلولات عنيفة ودموية كالسيف البتار وقذاف الدم و المدمر الخ ، طبعا لم لا ؟ ألا تعكس هذه الأسماء طبيعتهم المتوحشة والمتعطشة للدماء
شكرا على المقال
مودتي
تحية اختي الكريمة
ردحذفهي عن نفسي فانا لم اقل انهم ضد عيد الحب لانه بدعه ، فهذا مجرد ذريعة يتخذونها ، بل وايضا انه يكونوا ضده بسبب القديس فالنتاين ، بل الامر هو لانه عيد وكما قلت يقدس المشاعر ، و يقدس قيمة الحب ، وطبعا الاصليون وكمجموعات اجرامية همجية فهم ضد المشاعر النبيلة لان الحب ضد الحرب ...و قد اشرت للامر مشكورة انهم ضد الاسماء المعبرة عن العشق و الغرام ،فيما يحبون اسامي الدم و الاجرام ..فالمجرم لا يستلذ الا الاجرام
شكرا على المرور العطر