التعريب وحده لا يكفي .
لا
شك أن تعريب المصطلحات من الأبواب الأولى للحفاظ على معاصرة اللغة العربية
للتقدم العلمي ، و التعريب كما نعلم لم يبدأ اليوم أو أمس بل هو مسيرة
طويلة استمرت على مدار تاريخ اللغة العربية ، فبدا بالكلمات التي عربها القران مثال (أرائك و إستبرق ..الخ) وصولا إلى عملية التعريب الحديثة التي بدأت مع نهضة محمد علي في مصر ،والتي جل الكلمات العربية الحديثة اليوم تعود إليها مثال
(مستشفى بدل بيمارستان الفارسية ، و سيارة بدل أوتوموبيل ..الخ ) ، ولكن و
مع هذا القبول لمبدأ التعريب يبقى السؤال هل يكفي التعريب وحده لضمان
معاصرة اللغة العربية لتطورات العصر ؟ ثم هل يكفي أن نعرب لنقول أننا حللننا مشكلة اللغة العربية مع المصلحات الحديثة ؟.
بالنسبة لهذا السؤال فالجواب كما أرى هو " لا "مع الأسف ، لان التعريب وحده لن يحل أزمة اللغة العربية مع المصطلح الحديث .. فإذا لم تتوازى تلك العملية مع مسيرة للغة
في اختراع المصطلح ( لا محاولة تبنيه ) وهذا طبعا عن طريق نهضة حضارية
ومعرفية شاملة .. فحتما ستظل أزمتها مع المصطلحات قائمة ، فالتقدم العلمي و
المصطلحات الجديدة ستضل يوميا تضغط على أعصابها، وبدون انطلاقة ذاتية منها
فقد تنهار لا شك ذات يوم .
الشيء الأخر بالنسبة التعريب هو وكما نرى اليوم في رفض الناس لتبنيه ، فالتعريب لا يعاني فقط من ضغط التسارع الحضاري عليه (وهي أزمة عويصة) ، بل و من قبول الناس لهذا التعريب أيضا ، فالمواطن العادي اليوم كثيرا ما يجادل في مسالة تقبل هذا المصطلح المعرب أو ذاك
، والذي يمكن القول انه جدل مفهوم فبالنظر إلى بعض المصطلحات المعربة نجد
أن التعريب روعي فيه الكم لا الكيف ، عدى أن الجمالية و سهولة النطق لم
تراعا تماما .. وعليه اليوم و
رغم وجود الكثير من المصطلحات المعربة لكننا نلاحظ أن الناس لا تستعملها ،
فمثلا نحن لا نجد من يستعمل كلمة (الرائي لوصف التلفاز) ، أو (المقحل لوصف الترانزستور ) ، أو (الناسوخ لوصف الفاكس ) أو ( الحاضون لوصف " لتبحثوا عن معناها أفضل ") ، عدى طبعا الكلمات الكثيرة التي غزت اللغة العربية المحكية بدون أن يجد لها المعربون أي مقابل .
على
هذا نقول أن أزمة اللغة مع المصطلح الحديث ليست فقط في وجود تعريب له (
على قلته) ، بل وفي وجود مصطلح معرب يلبي رغبة العربي العادي في نطق سلس و
كلام مفهوم يفهمه اغلب الناس .. و إلى ذلك فعلى من يتبنى فكرة التعريب أن
يفكر في أمرين أساسيين لا مناص منهما – 1 : إيجاد سبيل لنهضة حضارية تخلص اللغة العربية من أزمتها مع تطورات العصر وهو الحل الجذري - 2 : إيجاد مصطلحات معربة تكون سلسلة في النطق ، سلسة في الانتشار بين الناس .. فهذا اقل ما يمكن لحل هذا الإشكال حلا فعالا .
شكرا .
السلام عليكم
ردحذفصدقت أخي الكريم التعريب وحده لا يكفي إذا كانت الذهنيات فارغة و القواعد الأساسية منعدمة
مواضيعك جميلة و هادفة نتمنى أن تزوي هنا
http://afrahhalim.blogspot.com/