الطـغـيـان العـربـي .
عديد العصور في تاريخ البشرية عرفت حكم
الطغاة ، و كثيرون هم الطغاة الذي عرفهم العالم ، لكن بين كل هؤلاء ، يتميز
الطغيان العربي بميزة خاصة ، فهو و على عكس هؤلاء جميعا يمثل الجانب الأكثر بؤسا
من الطغيان .
الطغيان في الحقيقة و رغم انه
سلبي لكن أحيانا يمكن أن نجد فيه بعض
الايجابيات .. فمثلا أنشئ طاغية روسيا "ستالين" القوة النووية الروسية ،
و منح طاغية الصين "ماو تسي" مقعدا للصين في مجلس الأمن ، أما طاغية ألمانيا "هتلر" و رغم انه
دمر ألمانيا عقب الحرب العالمية الثانية ،
إلا انه ترك نخبة من العلماء و الصناعيين للشعب الألماني لا تقدر بثمن (نفس النخبة
التي ستنهض بألمانيا لاحقا ) ، إن هؤلاء
القادة و رغم أنهم كانوا طغاة والطغيان شيء سلبي ، إلا أنهم تركوا ما يشفع لهم و لو
قليلا أمام شعوبهم ، في المقابل فلو
تأملنا حال الطاغية العربي لوجدنا أنه بلا
إنجاز ، و بلا مشروع ، و بلا أي هدف سوى قمع الفقراء و المساكين
و التسلط عليهم .
إن الميزة التي يمكن حصرها في الطغيان
العربي هو أنه طغيان يتسم بالجهل و البؤس
و التخلف ، فهو طغيان ناشر للجهل و للتخلف ، وممعن في إذلال من لا حول لهم ولا قوة
، وهنا وحين نقول الطغيان العربي فنحن لا نقصد الطغيان السياسي بشكل حصري ،
فالواقع أن كل المجالات الحياتية العربية تعرف طغاة فيها ، فالمسئول العربي أي كان و ما
أن يتولى منصبه حتى يبدأ بممارسة الطغيان في إطار ما يستطيع...(المدير القامع
لموظفيه و الأب القامع لأسرته و الأستاذ القامع لتلاميذه ..الخ ) .
إن الطغيان العربي هو في حقيقته نوع من الهشاشة النفسية الداخلية ،
فاللامنطق و اللاجسارة التي يتحلى بها هؤلاء المسئولون، تجعلهم يمارسون الإرهاب والقمع لفرض أفكارهم ، فبدون قمع و
إكراه لن تجد لهؤلاء أو لأفكارهم أي أثر ... وعليه فالطغيان العربي في جوهره هو الإسقاط
اللاواعي للهشاشة العربية .
شكرا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق